لا شيء أريده سوى إثبات نسبي .. بهذه الكلمات لخصت الفتاة مقبولة قصة حياتها أومعاناتها التي بدأت منذ لحظة ولادتها , فقد جاءت إلى الدنيا لتجد نفسها وحيدة بين أب متغيب لا يعرف أحد له مكانا إلى اليوم وأم مريضة مصابة بالصرع فارقتها وفارقت الدنيا بعد فترة قليلة من ميلادها . لم تدع ظروف مقبولة القاسية لها فرصة لتلقي قدر من التعليم أو أن تمارس حياتها بشكل طبيعي كباقي قريناتها. وتروي مقبولة قصة معركتها مع الحياة ونضالها من أجل إثبات نسبها قائلة ولدت في عام 1414 وعشت مع والدتي التي كانت تعاني من الصرع المزمن حتى بلغت سن التاسعة من عمري وحقيقة أمري مغيبة عني تماما لا أعرف لي أباً إلى أن جاء الموت والدتي فأخبرتني حينها باسم والدي, وقد هجرها دون أسباب ولا تعرف إلى أين مضى . فبعد زواج أبي من أمي بسبعة أشهر اختفى ولا يعلم أحد له مستقر ولا لماذا رحل ولا أين عائلته ولا من هم أقربائي وكل ما توصلت له من خلال ما يرويه لي جدي أن زواج أبي من أمي كان زواجاً يحكمه الجهل , كان تقليديا جدا غير مقيد بشرط أو أمر أو أي معلومة حقيقية أو وثيقة قد توصلنا إليه بعد اختفائه . وتتابع "طلبت من جدي أن يقوم بإثبات نسبي لدى المحكمة العامة بالرياض فأقروا بإثبات نسبي بناء على ما أدلى به الشهود وبناء على ما توصل إليه قاضي المحكمة آن ذاك الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الدهش بقيد معاملة رقم 130761 بتاريخ 18 ذي القعدة 1427. إلا أنهم في الأحوال المدنية بمدينة الرياض رفضوا إعطائي بطاقة الأحوال وكان لهم رأي آخر مفاده أن يتم تحويلي إلى دار الرعاية الاجتماعية ليتم البت في أمري. وإلى الآن وأنا لا أعلم ماذا أفعل هل أذهب إلى دار لا أريد الذهاب لها أم أبقى على ما أنا عليه دون هوية، من جهته قال جد مقبولة الذي لعب دورا رئيسيا في ضياع هوية حفيدته ل"الوطن" إنني رغبت حينها بتزويج ابنتي التي كانت تعاني من الصرع المزمن من أي شخص ليتمكن من علاجها لأنني كنت أعاني من ضيق ذات اليد, فتقدم للزواج منها رجل لم أكن على معرفة سابقة به أو بأي من ذويه سوى ما كان قد ذكره لي من أنه من إحدى القبائل بمنطقة جازان وبدافع رغبتي في علاج ابنتي زوجتها دون شرط أو قيد مما دفع به إلى التخلي عنها بعد زواجه منها بسبعة أشهر فقط دون أن يطلقها. وإلى هذه اللحظة لم نستدل بعد على مكان إقامته وقد تقدمنا بطلب إثبات نسب مقبولة شرعا وقانونا وباستناد المحكمة على ما قدمناه من أدلة تم نسبها لأبيها إلا أن أحوال الرياض عارضت هذا الإثبات. "الوطن" حاولت الاتصال بالناطق الإعلامي للمديرية العامة للأحوال المدنية في مدينة الرياض على مدار ثلاثة أيام متتالية دون جدوى.