سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دول الخليج ترسم ملامح اللحاق بركب الصناعات المعرفية العالمية اليوم منظمة الخليج للاستشارات الصناعية: لا بد من دعم مراكز الأبحاث والجامعات والمعاهد المتخصصة
يبدو أن دول منطقة الخليج أيقنت أنها ما زالت تسير بشكل بطيء في موضوع البحوث المتعلقة بالصناعات المعرفية ومخرجاتها النهائية، يأتي ذلك في الوقت الذي يبلغ فيه حجم الإنفاق على أدوات البحوث المعرفية ما نسبته 0.2% من حجم الصناعة الإجمالي، في حين تبلغ هذه النسبة في الدول الصناعية المتقدمة ما نسبته 4.5%. وأمام هذه الأرقام، خصص مؤتمر الصناعيين الخليجي الثالث عشر الذي سينطلق اليوم في الرياض، للصناعات المعرفية والتقنيات الحديثة، وهو الأمر الذي يعني أن دول منطقة الخليج تسعى جاهدة إلى سد الفجوة الحالية بينها وبين الدول الصناعية الكبرى في مجال البحث والاكتشافات المعرفية، من خلال الاعتماد على التقنية الحديثة. وفي ظل هذه المستجدات في سوق الصناعة الخليجي أكد مصدر مطلع في أمانة مجلس التعاون الخليجي في تصريح إلى "الوطن" أمس أن دخول "اليمن" ضمن الدول المشاركة في مؤتمر هذا العام، يأتي لكونها شريكا لدول المجلس في بعض المنظمات الاقتصادية، ضاربا المثال في كونها شريكا في هيئة التقييس الخليجية المتعلقة بالصناعة. إلى ذلك أكد خبير اقتصادي خليجي في حديثة إلى "الوطن"، طلب عدم كشف اسمه، أن التقنيات الحديثة ساهمت في خفض أعداد توظيف الشباب في الشركات الخليجية الصناعية الكبرى، مبينا أن 90% من عمالة العالم يعملون في المنشآت الصغيرة والمتوسطة سواء كانت هذه المنشآت صناعية، أم خدمية. فيما أوضح الأمين العام لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية عبدالعزيز بن حمد العقيل في مؤتمر صحفي عقد بالرياض أمس أن جميع المؤتمرات الصناعية السابقة عملت على تطوير الصناعات الخليجية القائمة، من خلال توفير البيانات والمعلومات والبحوث المتخصصة والاستشارات والخدمات الفنية ودعم التكامل والتنسيق الصناعي بين الدول الأعضاء بالمنظمة. وأكد العقيل في رده على سؤال "الوطن" على أن الصناعات الخليجية أسهمت في توفير آلاف الفرص الوظيفية أمام الشباب، وقال "هنالك نحو 370 فرصة استثمارية طرحتها المنظمة على مدى 30 عاما ونتج عنها توظيف الشباب الخليجي، وهذا دورنا الذي نقوم به". وأوضح العقيل في رده على سؤال آخر ل"الوطن" أن مشاركة اليمن ضمن مؤتمر هذا العام يأتي بهدف طرح الفرص الاستثمارية المناسبة أمام اليمنيين من جهة، وإلى طرح مزيد من المعرفة المقدمة من دول منطقة الخليج إلى الأشقاء في "اليمن". وأكد العقيل أن اختيار الصناعات المعرفية والتقنيات الحديثة كموضوع للمؤتمر الذي سينطلق بالرياض يعد امتدادا لموضوع المؤتمر الذي عقد في الدوحة في 2009، مشيرا إلى أن المنظمة أنجزت دراسة تفصيلية لوضع خارطة قيام الصناعات المعرفية في دول المجلس، مبينا أنها ستشرع في تنفيذها اعتبارا من الربع الأول من العام الحالي 2012، والتي تحتوي على 52 دراسة قطاعية سيتم الكشف عنها خلال فعاليات المؤتمر الذي سينطلق اليوم. وانتقد الحقيل ضعف مساهمة البحوث المتعلقة بالاقتصاد المعرفي في دول مجلس التعاون والتي لا تتجاوز 0.2% مقارنة بنسبة 4.5% في الدول المتقدمة، وقال "لا بد من الاهتمام بالصناعات المعرفية وتأهيل الشباب الخليجي للولوج في معترك الاقتصاد المعرفي الذي يتطلب توافر مقومات أساسية يجب على دول المجلس توفيرها،من جانبه أكد الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل وينبع الدكتور علاء نصيف أن الهيئة تسعد بالمشاركة في فعاليات المؤتمر بهدف تأكيد حرص الهيئة على تعزيز دور الصناعة في دول مجلس التعاون، مضيفا "الهيئة أسهمت في إنشاء العديد من المدن الصناعية عالمية المستوى في كل من الجبيل وينبع الصناعيتين وأخيرا في مدينة رأس الخير، واستثمرت لهذا الغرض 113 مليار ريال لتطوير هذه المدن الصناعية التي أسهمت في استقطاب نحو 600 مليار ريال من الاستثمارات من داخل وخارج المملكة، حتى بلغ عدد الصناعات بها نحو 300 صناعة فيما تجاوز إجمالي الاستثمارات بها نحو 700 مليار ريال".