أعلنت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) أنها ستطلق خريطة للصناعات الخليجية المعرفية في دول مجلس التعاون الخليجي، خلال الربع الأول من العام الحالي، وستشمل جميع الصناعات، وذلك عقب عرضها على الصناعيين في دول المجلس. وقال الأمين العام للمنظمة عبدالعزيز بن حمد العقيل، في مؤتمر صحافي في الرياض أمس، بمناسبة انطلاق مؤتمر الصناعيين الخليجي ال13 اليوم (الثلثاء) في مركز المعارض في الرياض، إن المنظمة تسعى إلى استشراف الفرص الاستثمارية في دول المجلس، وقامت بجهود كبيرة ومبادرات مهمة كان من أهمها الاجتماع التنسيقي لمصنّعي الأدوية، ودراسات عدة منها تنمية الاستراتيجية الصناعية لدول المجلس، والعمل على اتحاد التعاون الخليجي للمصدّرين، إضافة إلى دراسة جديدة تركز فيها على المناطق الحرة والصناعية في دول المجلس. وأضاف أن المؤتمر سيركّز على موضوع الصناعات المعرفية والتقنيات الحديثة، كونها القوة المحركة الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، منتقداً ضعف ما تنفقه دول الخليج على الصناعات المعرفية، وقال إن ما تنفقه دول المجلس على البحث والتطوير لا يتجاوز 0.4 في المئة، مقارنة بالدول المتقدمة التي تصرف أكثر من 4 في المئة من موازناتها على هذا الجانب. وأوضح أنه منذ تأسيس «جويك» قبل 37 عاماً، قدمت المنظمة أكثر من 370 فرصة استثمارية تحقق منها الكثير كصناعات قائمة، «على رغم أننا لسنا راضين عما تم تحقيقه، ونأمل بأن يكون هذا المؤتمر بداية الانطلاقة الحقيقية لعمل المنظمة، وأن يكون هناك تحول في عمل المنظمة في القطاع الصناعي الذي نسعى من خلاله إلى الخروج للمستويات العالمية، خصوصاً أن هناك مشاركات سابقة مع الغرف الخليجية والعربية في عدد من المحافل الصناعية العالمية». وأشار العقيل إلى أن المؤتمر، الذي ينطلق بشعار «الصناعات المعرفية والتقنيات الحديثة»، يأتي في وقت يشهد العالم نمواً مطرداً لدور المعرفة والمعلومات في الاقتصاد، إذ أصبح الاستثمار في المعرفة أحد عوامل الإنتاج، كما أن دول مجلس التعاون تعتبر الصناعات المعرفية خياراً استراتيجياً لها لتحقيق التنويع الاقتصادي. ولفت إلى أن المؤتمر اجتذب أكثر من 30 خبيراً وأكاديمياً من مختلف أنحاء العالم لنقل خبراتهم وتجاربهم للحاضرين، بمشاركة عدد كبير من رجال السياسة والاقتصاد والصناعيين والمهتمين والمتخصصين في مجالات الصناعة من رجال أعمال ومسؤولين حكوميين، ورواد أعمال. وأضاف العقيل أن الجلسة الافتتاحية ستناقش التجارب الوطنية والإقليمية من المنظور الرسمي، وسيتناول المتحدث الرئيسي رئيس التشيخ فاتسلاف كلاوس بعضاً من القضايا الاقتصادية مثل: الوضع الاقتصادي الراهن وتداعيات الأزمة المالية الأوروبية، ومستلزمات الإصلاح المالي والاجتماعي والاقتصادي في ما يخص دول الاقتصادات المتحولة الأوروبية. كما سيتحدث عن أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الصناعات المعرفية في الفترة المقبلة، مستشهداً بتجربة بلاده في هذا المجال، مشيراً إلى أن الجلسة الأولى ستكون عبارة عن نقاش مفتوح مع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، والأمين العام لدول الخليج العربية حول عدد من القضايا، بما في ذلك الجهود الوطنية والتطلعات لتشجيع التحول نحو اقتصاد المعرفة، والتحديات التي تواجهها هذه القضايا والتوجهات المستقبلية ونماذج التنفيذ، ثم تتم مناقشة آفاق الصناعات المعرفية في دول الخليج واليمن، ونماذج ناجحة لفرص استثمارية في مجال الصناعات المعرفية، وأخيراً ركائز الصناعات المعرفية. ولفت إلى أن المؤتمر في يومه الثاني سيعرض التجارب الناجحة لبعض الدول في مجال الصناعات المعرفية، وتطبيقات التقنيات الحديثة في قطاع الطاقة والصناعات البتروكيماوية، وكذلك تطبيقات التقنيات الحديثة في مجال تصنيع المواد المتقدمة، إضافة إلى مناقشة أدوات تمويل الصناعات المعرفية، والمخاطر والحلول المتعلقة بالاستثمار في الصناعات المعرفية. وتتزامن مع فعاليات المؤتمر إقامة معرض دولي مصاحب يستمر ثلاثة أيام، يجمع بين جنباته نحو 100 مؤسسة وجهة صناعية خليجية وعربية وعالمية تمثل صناعات مختلفة.