وصف عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة، المثقفين بالمؤثرين على المجتمعات، باستثناء المثقف السعودي الذي يعتبر تأثيره أقل من المثقف في العالم العربي، نافياً وجود مفكر سعودي، ومتهماً المثقفين بتأسيس قبلية ثقافية تشبه الشللية في تعاملها مع البرامج والفعاليات الثقافية. وأكد آل زلفة في حوارٍ مع "الوطن" على قوة تأثير المثقفين على مجتمعاتهم، مستثنياً المثقف السعودي الذي لا يزال تأثيره أقل، لأن الاهتمام بالمثقف السعودي أقل والمساحة التي يتحرك فيها أقل ولا تزال فيها قيود وتعددية اتجاهات وتعددية جهات، متسائلاً "من المسؤول عن الثقافة التي لا تزال هامشية على وزارة الإعلام كما كانت هامشية على الرئاسة العامة للرعاية والشباب؟". وطالب أن يكون للثقافة هوية وحدها، وتنشأ لها وزارة مستقلة، مشيراً إلى أنه طالب مع بعض زملائه في مجلس الشورى السابق باستحداث وزارة مستقلة للثقافة تشمل كل الشأن الثقافي، واصفاً ما يحدث للثقافة الآن ب "التخبط" وتمثيلنا الثقافي بغير المؤثر والمضطرب، معتبراً أن التقصير في ذلك يعود إلى كون الثقافة لا تزال موزعة بين أكثر من جهة وكل جهة تدعي حقها، فوزارة التعليم العالي هي التي كانت تنظم معارض الكتاب في الداخل والخارج، ولا تزال رغم وجود وزارة للإعلام والثقافة تشارك في الفعاليات الثقافية الخارجية وتحشد المثقفين لها. وأكد وجود قبائل للمثقفين، ولكل مجموعة من المثقفين شيخ قبيلة، فإذا أصبح مثقف في مكان معين لا يدعو إلا جماعته أو قبيلته، مشبهاً ذلك بالشللية التي أصبح معها لدينا حديث في الملتقيات عن أن الذين يمثلوننا في الخارج متشابهون في اللون والنوع، لأن الذي ينظم هذه المشاركات شخص واحد وهو الذي يختار فلانا وعلانا من المثقفين. ولم يستبعد الجانب الديني من ذلك، مشيراً إلى وجود قبلية دينية، قائلاً :" ففي مؤتمر معين عن المرأة تجد الحشد الديني للحديث عن المرأة أكثر من أن نسمع صوت المرأة نفسها أو من له رأي في قضاياها". ونفى آل زلفة أن يكون في السعودية مفكر واحد، معتبراً أنه من الظلم في بلد كبير وضخم ومؤثر وله تاريخه ألا يكون لديه مفكر حتى الآن. كما رفض وصف إبراهيم البليهي والدكتور عبدالله الغذامي بالمفكرين، وقال "مع احترامي للبليهي والغذامي لا أرى أنهما وصلا إلى درجة أن يكون لهما التأثير على مستوى الفكر أو أن يكون لهما مدرسة فكرية في الوطن العربي". وأكد آل زلفة أننا في ذيل القائمة فكرياً وليس لدينا مفكرون في كل المجالات، معيداً ذلك إلى كوننا لا نمتلك معامل لصنع المفكرين، متهماً الجامعات بأنها لم تظهر أي مفكر، وأنها منغلقة على نفسها ولا تلتفت للمجتمع، متسائلاً عن عدد الفعاليات التي تقيمها الجامعات للمجتمع والثقافة، كما كانت الجامعات في السابق تقدم كل أسبوع محاضرة وتستقطب المفكرين من العالم العربي. كما اتهم الأندية الأدبية بأن دورها لا يزال محدوداً وغير مؤثر.