تأكيدا لما أعلنه وزير الدفاع البريطاني في تصريح إلى "الوطن" في عددها 4093 تاريخ 14 ديسمبر 2012، أن إيران تنفذ جزءا من برنامجها النووي تحت الأرض، أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني أن بلاده "ستبدأ تشغيل محطة التخصيب النووي فوردو في المستقبل القريب. يمكن تخصيب اليورانيوم في هذه المنشأة بنسبة 20% و3.5% و4%". ومحطة تخصيب فوردو تقع داخل جبل قرب مدينة قم بوسط إيران. وذكر مسؤول غربي أنه مع بدء تشغيل فوردو تبعث إيران برسالة سياسية تظهر أنها لن تذعن للمطالب الدولية بتعليق تخصيب اليورانيوم وهو النشاط الذي من الممكن أن تكون له استخدامات مدنية وعسكرية. ويفرض الغرب عقوبات اقتصادية تزداد إحكاما على طهران بسبب برنامجها النووي وبلغت أوجها بقانون جديد وقعه الرئيس الأميركي باراك أوباما عشية رأس السنة بهدف منع المشترين من دفع مقابل النفط الإيراني. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "أرى أنها خطوة أخرى تصعيدية من الجانب الإيراني". وقال المسؤول الغربي متحدثا قبل أحدث إعلان لإيران الخاص بافتتاح منشأة فوردو "عليهم أن يظهروا أن لديهم النية لأن يكونوا جادين". الى ذلك، بدأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، جولة تستمر خمسة أيام تشمل أربعة بلدان في أميركا اللاتينية هي فنزويلا ونيكاراجوا وكوبا والإكوادور، لتعزيز العلاقات معها. وقال أحمدي نجاد قبل مغادرته طهران متوجها إلى فنزويلا إن "علاقاتنا مع دول أميركا اللاتينية جيدة جدا وتتطور. ثقافة شعوب هذه المنطقة ومطالبها التاريخية مشابهة لمطالب الشعب الإيراني. إنها شعوب ترفض الاستعمار لذلك تقاوم نظام الاستكبار (الولاياتالمتحدة)". وأضاف الرئيس الإيراني أن "أميركا اللاتينية يعتبرها نظام الاستكبار منطقة نفوذه ويعتقد أن بإمكانه أن يفعل فيها ما يشاء، لكن اليوم شعوب هذه المناطق نهضت وتتصرف بشكل مستقل". وأكد أحمدي نجاد "في هذه الدول الأربع سنبحث في مسائل إقليمية ودولية ورغبة نظام الهيمنة (الولاياتالمتحدة) في التدخل في شؤون الدول الأخرى ووجوده العسكري" في العالم. وقد دعت واشنطن الجمعة دول أميركا اللاتينية إلى "عدم تعزيز علاقاتها" مع الرئيس الإيراني مع تزايد الضغط على طهران للتخلي عن برنامجها النووي. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند لصحفيين إن "النظام (الإيراني) يشعر بالضغط المتزايد (من قبل الأسرة الدولية) ويقوم ببحث يائس عن حلفاء". وأضافت "نريد أن نبلغ دول العالم أجمع وبشكل واضح جدا أنه ليس الوقت المناسب لتعزيز العلاقات الاقتصادية أو المرتبطة بالأمن مع إيران". ويرافق الرئيس الإيراني في هذه الجولة وفد وزاري كبير يضم خصوصا علي أكبر صالحي (الخارجية) وشمس الدين حسيني (الاقتصاد) ومهدي غضنفري (الصناعة والتجارة والمناجم) وماجد نامجو (الطاقة).