أعلنت شركة النفط الأمريكية "هاليبرتون" أمس عن تعيين الرئيس السابق لشركة أرامكو السعودية عبدالله صالح جمعة عضواً في مجلس إدارة الشركة بشكل رسمي اعتباراً من 14 يوليو المقبل، في دلالة على توجه الشركة للبحث عن عقود جديدة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا إضافة إلى تركيزها على الأعمال في المملكة التي تسعى لرفع عمليات التنقيب عن النفط والغاز. وقال رئيس مجلس إدارة هاليبرتون ورئيسها التنفيذي دايف ليزار في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه أمس"تعيين عبدالله جمعة في مجلس إدارة هاليبرتون سوف يثري المجلس بالنظر لما يتمتع به من حكمة في الإدارة وخبرات دولية واسعة." وأضاف: "نحن سعداء جداً بانضمام شخصية مرموقة من طراز عبدالله إلى فريق العمل في هاليبرتون، ونتطلع إلى العمل معه وتقديمه إلى مساهمي الشركة في اجتماعنا السنوي لعام 2011." وكانت هاليبرتون وهي إحدى أكبر شركات الكشف والتنقيب عن النفط في العالم، قد افتتحت مقراً جديدا لها في دبي قبل ثلاثة أعوام للتركيز على الأعمال في الشرق الأوسط وترددت أنباء حينها أن الشركة تنوي الاستحواذ على حصص في شركات نفطية خليجية ناشئة لتعزيز عمليات الاستكشاف والحفر في مناطق الامتياز لتلك الشركات. وتتنافس هاليبرتون حالياً مع شركات أخرى للحصول على عقد للحفر في منطقة الخفجي المشتركة بين المملكة والكويت وهما الدولتان الوحيدتان اللتان شهدت فيهما أعمال الكشف والحفر لشركة هاليبرتون زيادة في الربع الأول. وكانت هاليبرتون قد أعلنت في أبريل الماضي أن دخلها التشغيلي من أعمال الاكتشاف والحفر في الشرق الأوسط وآسيا قد هبط في الربع الأول من هذا العام بمبلغ 48 مليون دولار مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي بسبب الظروف الجوية السيئة التي شهدتها منطقة آسيا رغم ارتفاع الطلب على هذه الأعمال في المملكة والكويت. وتتنافس هاليبرتون مع بيكر هيوز وويذرفورد إنترناشونال وشلومبرجر للفوز بعقد تبلغ قيمته نحو 300 مليون دولار للحفر في منطقة الخفجي التي فازت به شلومبرجر في عام 2005 وانتهى العام الماضي ولكن جرى تجديده لعام واحد انتهى في مايو هذا العام. ومن المتوقع أن تحصل الشركة الفائزة بالعقد الجديد ومدته ثلاث سنوات على خدمات تشغيلية لنحو 151 بئراً نفطية في الخفجي. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لحقل الخفجي الذي يقع في المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت عضوي منظمة أوبك نحو 550 ألف برميل يوميا. وتخطط الدولتان لزيادة الطاقة الإنتاجية من هذه المنطقة لتصل إلى ما بين 700 و900 ألف برميل يوميا بحلول عام 2030. وشركة عمليات الخفجي المشتركة مملوكة لشركتي أرامكو لأعمال الخليج التابعة لشركة أرامكو والشركة الكويتية لنفط الخليج المملوكة للحكومة الكويتية. وكانت هاليبرتون قد حصلت في نوفمبر الماضي أي قبل ما يقارب من ثمانية أشهر على عقد مدته خمس سنوات من شركة أرامكو السعودية لتطوير آبار في حقل جنوب الغوار أكبر حقل نفط في العالم. ولم تكشف هاليبرتون عن شروط الاتفاق الذي يتضمن خيارا للتمديد خمس سنوات أخرى. وستقدم الشركة التي لها مقر في هيوستون في تكساس ومقر آخر في دبي لشركة أرامكو خدمات بنظام تسليم المفتاح وهو ما يعني تسليم الآبار دون حاجة لمزيد من الأعمال فيها من جانب أرامكو. ويتوقع أن يتطلب المشروع ثلاث أو أربع حفارات لتطوير ما بين 153 و185 بئرا لأغراض إنتاج النفط وضخ الماء والتقييم. وقالت هاليبرتون إن العقد هو الأول من نوعه بنظام تسليم المفتاح لأعمال حفر من جانب أرامكو في إطار استراتيجية لتعزيز التعاون مع الشركات الكبرى في مجال خدمات حقول النفط. وينتج حقل الغوار نحو 60 إلى 65 % من كل الإنتاج السعودي للنفط بين عامي 1948 و2000. والإنتاج التراكمي حتى نهاية عام 2005 كان نحو 60 مليار برميل. ويقدر إنتاج حقل الغوار حاليا بما يزيد على خمسة ملايين برميل من النفط يومياً (6.25 % من الإنتاج العالمي). وكان عبدالله جمعة يتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، كما كان عضواً في مجلس الأعمال الدولي للمنتدى الاقتصادي العالمي. وقد عمل كذلك كعضو في مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في القاهرة منذ عام 1998، واختارته مجلة "فورتشن" في عام 2003 كأحد أكثر الشخصيات العالمية تأثيراً في مجال الأعمال، كما نال جائزة "أفضل شخصية تنفيذية في صناعة البترول عام 2005". وشغل جمعة منصب نائب رئيس المجلس الاستشاري الدولي لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران بين عامي 2007 و2009، بالإضافة إلى عضويته في عدد من الهيئات الاستشارية العالمية مثل المجلس الاستشاري الدولي لمؤسسة "جيه بي مورغان تشيس". وتم تعيينه في ديسمبر 2007 عضواً في الهيئة العليا لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، المكلفة بتنفيذ مهام مدينة الملك عبد العزيز في دعم وتشجيع البحوث العلمية التطبيقية خدمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المتواصلة في المملكة.