حركة شرائية واسعة تزامنت مع إيداع البرنامج الوطني "حافز" للإعانات الشهرية، لدرجة شبهها البعض بأنها رحلة من "حسابات" العاطلين إلى "جيوب" المستثمرين. مما انعكس جلياً في مراكز تجارية بمدينة جدة، والتي كشفت جولة "الوطن" فيها عن ذهاب غالبية أموال الإعانات لأمور كمالية وخصوصاً في صفوف الفتيات اللاتي لجأن إلى شراء ما تعج به الأسواق من ماركات" المكياج " وملاحقة أحدث وسائل التقنية في " الآي فون " و" الآي باد ". هذا الأمر، لا يلغي وجود المئات من المستفيدين من إعانة حافز، ساهمت هذه الإعانة التي منحت لهم في مساعدة أسرهم على تجاوز الظروف المالية الصعبة التي تعيشها بعض الأسر التي استفادت من مبلغ ال2000 ريال في تحسين مستواها المعيشي، وجدولة سداد فواتيرها المتأخرة. الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، طلعت حافظ، أكد أنه من المتوقع ألا يتم التعامل مع هذه الإعانة الشهرية من قبل المستفيدات والمستفيدين ببعد اقتصادي واجتماعي بحت، وألا يكون هناك نوع من الرشد في كيفية التصرف بالمبلغ، لافتاً إلى أن المجتمع السعودي يعاني من نقص الثقافة الاستهلاكية. وقدر مبلغ الإعانات المصروف بأنه تجاوز المليار ريال، وأن صرفه من قبل الباحثين والباحثات من غير رشد يشكل أمراً سلبياً وتخوفاً من إحداث ارتفاع في الأسعار. ------------------------------------------------------------------------ شهدت المراكز التجارية في جدة حركة شرائية واسعة بالتزامن مع إيداع البرنامج الوطني "حافز" للإعانات الشهرية للباحثين عن العمل في حسابات المستفيدات من الفتيات. وفي استطلاع ل" الوطن " حول أوجه صرف هذه الإعانة من جانب الفتيات المستفيدات من برنامج حافز، قالت خلود الدوسري"استلمت مبلغ 2000 ريال من برنامج حافز، حيث سبق وأن وضعت خطة لصرفه في شراء الاحتياجات التي كنت أرغب الحصول عليها ، ففي اليوم الأول قمت بشراء مكياج بمبلغ 800 ريال، إلى جانب شراء جوال سعره 700 ريال أما المتبقي، فقد فضلت الاحتفاظ به لصرفه على متطلباتي اليومية. وتشاركها الرأي فاطمة العوفي التي اعتبرت الإعانة الشهرية بمثابة تحقيق حلم شراء جهاز الآيباد الذي طالما حلمت به، موضحة أنها في انتظار الإعانة الأخرى لشراء جهاز Netbook، مبررة ذلك برغبتها بالحصول على أجهزة حديثة تساعدها لتصفح الإنترنت في كافة الأماكن. أما هيفاء الغامدي، فقد اختلفت عن الأخريات في صرف الإعانة الشهرية حيث تقول"قمت باستلام مبلغ 2000 ريال وبعد الاتفاق مع والدتي زرنا عدة مراكز لشراء مستلزمات للمطبخ". بينما اختلفت سهام منصور (25 عاما) في طريقة صرف الإعانة عن الأخريات، فتقول:"قمت بزيارة مراكز تجارية لشراء آخر التصاميم التي تطرحها محلات بيع الملابس النسائية بمبلغ 1100ريال، والفائض من المبلغ صرفته بشراء أحدث العطور، التي تم طرحها في الأسواق". وأشارت أن مبلغ حافز ساهم في تحقيق رغبات الفتيات في شراء الكثير من المستلزمات التي تكون بحاجة لها كل فتاة، مؤكدة أنها بالسابق كانت تعتمد على أشقائها في إعطائها مصروفاً شهرياً، مشيرة أن حافز حقق للفتيات فرصة الاعتماد على النفس دون الحاجة للآخرين. وأضافت منصور:"لاشك أن المبلغ يكفي الفتاة في قضاء كافة ما تريده من تسديد فواتير وشراء المستلزمات التي تحتاجها من جوالات وأجهزة وشراء الماكياج والملابس النسائية الحديثة"، مطالبة وزارة العمل بالتسريع في إيجاد وظائف مناسبة. من جهته، رأى الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية طلعت حافظ أنه من المتوقع أن لا يتم التعامل مع هذه الإعانة الشهرية من قبل المستفيدات والمستفيدين ببعد اقتصادي واجتماعي بحت، وألا يكون هناك نوع من الرشد في كيفية التصرف بالمبلغ. وأكد أن المجتمع السعودي يعاني من نقص الثقافة الاستهلاكية الجيدة التي تعمل على ادخار المدخرات الشخصية، وهذا يؤثر بشكل سلبي على المستفيدين من حافز. وأضاف حافظ أن صرف الإعانات في شراء الكماليات الشخصية يعتبر أسلوباً اقتصادياً ضاراً، ولا يعود على المستفيد بالفائدة المرجوة من هذه الإعانة، مؤكداً أن توجيه هذه الإعانة للتطوير الذاتي كالتدريب يساهم في تأهيل الباحث والباحثة عن العمل لإدخالهم لسوق العمل، مما يعكس فائدة إيجابية من الاستفادة المرجوة من هذه الإعانة وذلك باستقطاع جزء من هذه الإعانة من قبل وزارة العمل لتدريب الباحثين للعمل. وأوضح أن المبلغ الذي صرف تجاوز المليار، وأن صرفه من قبل الباحثين والباحثات من غير رشد يشكل أمراً سلبياً وتخوفاً من أحداث ارتفاع في الأسعار، ولا سيما السلع التي شهدت إقبالاً على شرائها من قبل المستفيدين، مشدداً على أهمية الترشيد في الكيفية التي يتم بها صرف هذا المبلغ .