حذر اقتصاديون الشباب الباحثين عن العمل من اعتمادهم على إعانة (حافز)، وشددوا على ضرورة أن يسعى هؤلاء الشباب بجدية للبحث عن فرص وظيفية وعمل مناسب لهم يؤمن لهم حياة كريمة وعيشه هانئة، ويدعونهم إلى استغلال الفترة الانتقالية وهي ال 12 شهراً التي قررها برنامج حافز وشروط الاستحقاق لصرف الإعانة والسعي إلى البحث عن عمل يناسب مؤهلاتهم، محذرين هؤلاء الشباب من الركون إلى الإعانة حيث إنها مؤقتة وليست دائمة ومن عدم التزامهم بأقساط طويلة الأمد والتزامات مالية تتجاوز مستوى دخلهم. حيث أشار الأستاذ فادي العجاجي المستشار الاقتصادي قائلاً ان برنامج «حافز» يقدم إعانة بطالة مؤقتة (2000 ريال) للفئة العمرية ما بين 20 إلى 35 سنة. وبالتالي لا يمكن التعويل عليها كثيراً في بناء حياة مستقرة للمستفيدين منها، لكن فئة الباحثين عن العمل هي أكثر الفئات حاجة لتنظيم عملية الإنفاق لأن مصدر دخلها منخفض وغير مستقر. محذرا الشباب حيث قال: يتعين على المستفيدين من إعانة حافز تجنب الدخول في التزامات مالية تفوق مستويات دخلهم، حتى وإن كانت مدة الالتزام أشهر معدودة لشراء أجهزة متوسطة القيمة مثل الحاسبات الآلية وبعض السلع الكمالية. والأرجح أن الجزء الأكبر من الإعانة في الأشهر الأولى سيتم إنفاقه لتسديد بعض الالتزامات القائمة مثل سداد بعض فواتير خدمات الاتصالات وغيرها، لكن الاستمرار في ضخ ما يزيد على 1.1 مليار ريال شهرياً سينعكس على انتعاش أسواق السلع والخدمات التي تستهدف هذه الفئة العمرية كأسواق أجهزة الاتصالات والترفيه والسلع الكمالية وخدمات الأندية الرياضية وغيرها. يضاف إلى ذلك أن جزءا من الإعانة سيوجه إلى بعض السلع الضرورية وسلع العناية الشخصية، كما أن إعانة البطالة ستخفف من الأعباء المالية على أسر المستفيدين من برنامج «حافز». من جانبها ذكرت ريم أسعد المحللة الاقتصادية أن أغلب الفتيات المستحقات للإعانة قد يصرفنها على أسرهن كنوع من المساعدة أو قد تذهب لشركات الاتصالات كفواتير متأخرة، إضافة إلى التهام المواصلات إلى ما يقارب 2% شهرياً من قيمة الإعانة في ظل عدم توافر شبكة للمواصلات العامة، محذرة من التضخم العام الذي ربما يحد من الاستفادة من مكافأة العاطلين. وقد كان صندوق تنمية الموارد البشرية قد أعلن عن إيداع مبلغ الإعانة الشهرية «حافز» للمستحقين الباحثين عن عمل وقدرها 2000 ريال في الحسابات البنكية لأكثر من نصف مليون مستحق من الجنسين ممن انطبقت عليهم شروط وضوابط استحقاق حافز طبقا للأوامر الملكية، وبهذا يكون البرنامج قد ضخ مليارا ومائة مليون ريال للدفعة الأولى من مستحقي البرنامج عن شهر محرم المنصرم، بناء على ذلك اصطف الآلاف من المستحقين لإعانة حافز صباح أمس السبت أمام الصرافات الآلية للحصول على مبلغ الإعانة. إلى ذلك رصدت (الجزيرة) أمس توجه بعض الشباب المستحقين للإعانة أمام أحد الصرافات، حيث اجمع الشباب على تقديرهم وشكرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين ولكل الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين ومساعدة الشباب عن طريق هذه الإعانة في البحث وإيجاد فرص عمل لهم، وتعزيز فرصتهم في الحصول على وظيفة مناسبة تضمن لهم العيش والحياة الكريمة، يشاركون من خلالها في بناء هذا الوطن وتقدمه. وقد أجرت معهم بعض الحوارات عم سيقومون به بعد تسلُّمهم مبلغ الإعانة. عن مدى الاستفادة من المبلغ في إيجاد الفرص الوظيفية لضمان حياة معيشية كريمة، قال الشاب عمر السبيعي أولا أتوجه بخالص الشكر والامتنان للوالد وهو والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الذي يشعرنا كل يوم بالأبوة والاطمئنان من خلال أوامره الملكية التي تصب في مصلحة أبناء وطنه وكل طوائف الشعب السعودي، وأضاف أنه سوف يقوم بصرف المبلغ كاملاً ولمدة سنة على شركات التوظيف للحصول على وظيفة لأنها الضمانة الوحيدة لتحسين المستوى المعيشي التي من خلالها يستطيع خدمة نفسه ومجتمعه وخدمة وطنه. كذلك الشاب علي المبارك بدأ كلامه بتوجيه الشكر وخالص الدعوات لخادم الحرمين الشريفين أن يسدد خطاه ويحفظه من كل مكروه ويجزيه الله خير الجزاء نظير ما يقدمه لشعبه وأبناء وطنه، وأكد أن الإعانة على الرغم من قيمتها الضئيلة إلا أنها قد تساعده في تسيير أمور حياته المعيشية، حيث إنه يدين للكثير من الأقارب والأصحاب ببعض الأموال وعلى بعض المحلات التي تقدم الخدمات الضرورية كالمغاسل والسوبر ماركات. أما الشاب ع .م فأوضح أن المبلغ ليس له علاقة بحصوله على الوظيفة، بل إنه سيقوم بشراء بعض المستلزمات الخاصة به، كذلك الشاب سعود الزميع أكد أن مبلغ الإعانة يتحول إلى إحدى شركات التقسيط كقسط شهري لسيارة اشتراها وسداد بعض المستلزمات الأخرى.