"الحاجة أم الاختراع" مثل قديم احتذى به شباب مركز قبة بمنطقة القصيم في الوقت الحاضر، وطبقوه على واقعهم نظرا لعدم تنفيذ مطالب أهالي المركز البالغ عددهم 15 ألف نسمة بافتتاح مركز للهلال الأحمر، مما دفع الشباب إلى نقل مصابي الحوادث التي يشهدها طريق قبة - سامودة بين الفينة والأخرى على بعد 80 كيلومتراً وإسعافهم إلى مستشفى قبة العام بواسطة مركباتهم الخاصة، على الرغم مما يصاحب الحالات المسعفة من مضاعفات خصوصاً تلك التي تعاني من كسور في الأطراف أو بعض الأجزاء الأخرى. وجدد الأهالي مطالبهم لهيئة الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة بضرورة افتتاح مركز لها بقبة، نظراً لارتباط المركز بطرق دولية تشهد حركة مستمرة طوال العام، مؤكدين أن أقرب مركز للهلال الأحمر يقع بمحافظة الأسياح، ويبعد عن طريق قبة- سامودة نحو 150 كيلو متراً. وفي هذا السياق، يقول المواطن محمد الصخيبر من سكان قبة، إن وجود مركز للهلال بات أمراً ضروريا لما له من أهمية في التعامل مع الحوادث المرورية من خلال المباشرة السريعة للمصابين ونقلهم بطريقة صحيحة لا تضرهم. وبيّن الصخيبر أن مركز قبة يرتبط بطرق تتطلب افتتاح مركز للهلال الأحمر، خصوصاً أن الطريق الدولي الذي يمر بمركز قبة شهد طوال السنوات الماضية حوادث وفيات لأفراد وأسر معظمهم ظل ينزف دماً في موقع الحادث حتى الوفاة. أما أحمد الحربي من سكان مركز قبة الذي نقل العديد من مصابي الحوادث المرورية، خصوصاً على طريق "قبة - سامودة" إلى مستشفى قبة العام بمركبته الخاصة، فقال إنه وقف على العديد من الحالات التي تتطلب الإسعاف العاجل والعلاج في موقع الحادث، وأن العديد منهم توفوا أثناء عملية النقل بسبب بعد المسافة. من جهته، أوضح مدير مستشفى قبة العام سعد العوض أن إجمالي عدد الحوادث التي شهدها طريق "قبة - سامودة" منذ افتتاحه بلغ 494 حادثاً، فيما بلغ العدد الكلي للمصابين 786 حالة استقبلها المستشفى. وبلغ عدد الوفيات نتيجة الحوادث المرورية على الطريق نفسه 23 حالة، مبيناً أن إسعاف المستشفى ينقل مصابي الحوادث لمسافات طويلة. "الوطن" حاولت خلال اليومين الماضيين الاتصال برئيس فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بالقصيم صالح التويجري للتعليق على طلبات أهالي قبة، إلا أن هاتفه النقال كان مغلقاً، ولم يتسن الحصول على رد.