واصلت قوات النظام السوري عمليات القتل والتنكيل بالمحتجين، بالرغم من وجود المراقبين العرب، مما دفع البرلمان العربي للمطالبة بسحبهم، فيما تفقد مراقب سعودي أماكن خطرة دون مرافقة أمنية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة مدنيين قتلوا أمس برصاص قوات الأمن، فيما تم تسليم جثث أربعة آخرين تعرض بعضهم للتعذيب، إلى عائلاتهم. كما توفيت امرأة متاثرة بجروح أصيبت بها الجمعة في تبة الإمام في حماة، وقتل طفل (سبعة أعوام) من بلدة خطاب بريف حماة إثر تعرض سيارة والده لإطلاق الرصاص على طريق مدينة محردة، وفقا للمرصد. وأفاد ناشطون بأن اشتباكات وقعت أمس بين قوات من الجيش ومنشقين عنه في ريف دمشق. وتأتي هذه الاشتباكات بعدما أعلن "الجيش السوري الحر" الموالي للمحتجين تعليق عملياته ضد الجيش "إلا في حالة الدفاع عن النفس" لتسهيل عمل بعثة المراقبين التابعين للجامعة العربية. وبحسب لجان التنسيق المحلية، فإن "شباب الثورة" احتفلوا بالعام الجديد 2012 ليل السبت الأحد عبر تظاهرات متزامنة في إدلب وحلب والزبداني بدمشق، ودرعا (جنوب) والقامشلي (شمال شرق). وردد المتظاهرون "سنة حلوة يا ثوار سنة سوداء يا بشار". وفيما نفى رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي في مقابلة مع شبكة "بي بي سي"، تصريحات أحد المراقبين في شريط على موقع "يوتيوب" بوجود قناصة في درعا، توافد على القاهرة أمس عدد من المراقبين العرب قادمين من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وتونس والسودان تمهيدا لسفرهم إلى سورية، على أن يتم عقد لقاءات لهم في الجامعة حول طبيعة مهمتهم قبل سفرهم. وكان رئيس غرفة العمليات الخاصة ببعثة مراقبى الجامعة السفير عدنان عيسي الخضير صرح بأن 22 مراقبا من العراق و25 من دول مجلس التعاون سينضمون"كدفعة أولى"، وسيلحقون بالبعثة خلال أسبوع. وفي القاهرة أيضا، دعا رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي، أمس أمين الجامعة العربية نبيل العربي إلى سحب فريق المراقبين فوراً من سورية، بسبب "استمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين، فضلاً عن الانتهاك السافر لبروتوكول الجامعة العربية". في غضون ذلك، حمل ثوار سوريون على أكتافهم في إحدى ضواحي دمشق، عضو فريق مراقبي الجامعة العربية السعودي خالد الربيعان، الذي أصر على دخول مناطق ادعى النظام السوري أنها تمثل خطرا على حياته لوجود عصابات مسلحة فيها. وقال الناشط السوري نصوح بابيل من بلدة دوما بريف دمشق عبر اتصال معه على موقع التواصل الاجتماعي، إنه تحدث مع الربيعان شخصيا وأبلغه بأنه أصر على دخول منطقتي دوما وحرستا بريف دمشق، اللتين تشهدان مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين بدون مرافقة من قبل رجال الأمن السوريين. وأبلغ المصدر "الوطن" أن الربيعان استقبل بحفاوة بالغة في القريتين وقام المتظاهرون بحمله على الأكتاف وجابوا به عددا من الشوارع حيث انتهى بهم المطاف في أحد مساجد دوما حيث أدوا فيه صلاة الظهر جماعة. ونقل المصدر عن الربيعان، أن الأجهزة الأمنية حذرته من دخول هذه المناطق لوجود عصابات مسلحة فيه، وأنه رد عليهم بأنه سيدخل بدون حماية منهم، مفوضا أمره إلى الله. وأضاف المصدر أن المتظاهرين سمعوا من المراقب السعودي ما يطمئنهم، حيث تجمع المئات منهم حوله يهتفون بحياة المملكة العربية السعودية التي وقفت منذ البداية إلى جانب الشعب السوري منذ أن قرر العاهل السعودي استدعاء سفير المملكة من دمشق احتجاجا على ممارسات النظام بحق الشعب السوري.