استأثر الوضع على الحدود بين لبنان وسورية، بعد مقتل 3 شبان لبنانيين في وادي خالد في شمال لبنان برصاص الجيش السوري، وتصريحات بعض المسؤولين عن وجود للقاعدة على الساحة اللبنانية وتهريب سلاح إلى سورية، باهتمام المسؤولين، حيث عقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعا برئاسة الرئيس ميشال سليمان الذي طالب الأجهزة الأمنية والقضائية والدبلوماسية بإجراء التحقيقات واتخاذ الخطوات اللازمة. وطلب المجلس من الأجهزة المعنية التشديد في مكافحة الإرهاب وتعزيز السلم الأهلي ومنع أي إخلال أو عبث فيه. وكان وزير الدفاع اللبناني فايز غصن أول من تحدث عن تهريب عناصر من القاعدة وأسلحة من عرسال إلى الأراضي السورية. وأثارت تصريحاته ضجة واستنكارا لا سيما من المعارضة المناهضة لدمشق وفاعليات عرسال التي تعتبر معقلا لتيار المستقبل. وأوضح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أول من أمس أن وزير الدفاع "لديه بعض المعلومات من دون وجود أدلة كاملة". وقال "ليس هناك دليل على أن مقاتلين من تنظيم القاعدة ينشطون في لبنان". وأضاف "دخل الجيش على بلدة عرسال بناء على معلومة عن وجود شخص في البلدة.. ربما مرتبط بتنظيم إرهابي دولي ولكن لم ترد معلومات عن وجود جماعات منظمة أو تنظيم معين.. وليس هناك أدلة ثابتة حول وجود تنظيم القاعدة في عرسال". كما انتقد وزير الداخلية تصريح وزير الدفاع اللبناني في وقت لاحق ونفى أن يكون للقاعدة وجود في لبنان. من جانبه، دعا السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ "إجراءات حازمة" ضد تهريب الأسلحة والمسلحين على الحدود بين لبنان وسورية، مؤكدا أن هذه العمليات "مكملة للإرهاب". وطالب في مقابلة السلطات اللبنانية بعدم "الضعف أمام الضغوط الدولية في هذا المجال". وقال عبدالكريم إن "ما كشفه وزير الدفاع اللبناني عن تسلل عناصر القاعدة من لبنان إلى سورية عبر بلدة عرسال يستدعي تحسسا عاليا للمسؤولية لمنع مظاهر التطرف والعبث بالأمن اللبناني والسوري والحدود اللبنانية السورية"، مؤكدا أن "المصلحة هنا مقسومة بين البلدين". وتابع "سواء أخذ الأمر بعد تهريب السلاح أو المسلحين، فالفعلان الجرمي والإرهابي يكملان بعضهما. لذلك يجب أن يكون الحسم واضحا ولا يحتمل الملامسة الخجولة".