في الوقت الذي وصلت فيه بعثة المراقبين العرب أمس إلى مدينة دوما السورية، أطلقت قوات الامن السورية النار على متظاهرين في ساحة الجامع الكبير هناك، ما أدى إلى مقتل 3 وإصابة أكثر من عشرين بجروح، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، والذي أكد مقتل 8 ثمانية متظاهرين على الأقل أمس في مناطق اخرى. وكذب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس، تصريحات وزير دفاعه والتي قال فيها إن القاعدة أرسلت مقاتلين إلى الحدود بين لبنان وسوريا، حيث قال إنه ليس هناك دليل على أن مقاتلين من تنظيم القاعدة ينشطون في لبنان. وفي وقت سابق أمس، دعا السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم، الحكومة اللبنانية لاتخاذ «اجراءات حازمة» ضد تهريب الاسلحة على الحدود بين البلدين. يأتي ذلك، فيما بحث الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أمس الخميس مع رئيس المجلس الوطنى السوري برهان غليون ترتيبات مؤتمر المعارضة السورية والمقرر أن تستضيفه الجامعة العربية مطلع الشهر القادم. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام وهي الوكالة الرسمية في لبنان عن ميقاتي قوله للصحفيين «ليس هناك أدلة ثابتة حول وجود تنظيم القاعدة في (بلدة) عرسال». وأضاف «دخل الجيش على بلدة عرسال بناء على معلومة عن وجود شخص في البلدة.. ربما مرتبط بتنظيم ارهابي دولي.. ولكن لم ترد معلومات عن وجود جماعات منظمة او تنظيم معين.. وليس هناك أدلة ثابتة حول وجود تنظيم القاعدة في عرسال». وكان وزير الدفاع اللبناني فايز الغصن قال الأسبوع الماضي إن مسلحين من القاعدة يعملون على الحدود ينتحلون صفة نشطاء معارضة سوريين. وانتقد وزير الداخلية هذا التصريح في وقت لاحق ونفى أن يكون للقاعدة وجود في لبنان. وفي احدث تصريحاته وصف ميقاتي التصريحات المتضاربة بأنها مجرد اختلاف في وجهات النظر. ومضى يقول «ليست المرة الأولى التي توجد فيها آراء مختلفة داخل الحكومة... لقد وجه السؤال الى وزير الداخلية عن موضوع القاعدة فأجاب ان ليس لديه معلومات، فيما وزير الدفاع قال إن لديه بعض المعلومات من دون وجود أدلة كاملة». وتواجه سوريا احتجاجات مستمرة مناهضة للحكومة منذ تسعة أشهر واتهمت تنظيم القاعدة بتدبير هجومين بسيارتين ملغومتين في دمشق يوم الجمعة الماضي أسفرا عن مقتل 44 شخصا وإصابة اكثر من مئة. إلى ذلك، دعا السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم، الحكومة اللبنانية لاتخاذ «اجراءات حازمة» ضد تهريب الاسلحة على الحدود بين البلدين، مؤكدا ان هذه العمليات مكملة للارهاب. وفي مقابلة نشرها موقع «الانتقاد» التابع لحزب الله مساء الاربعاء، دعا السفير سلطات بيروت الى «اتخاذ اجراءات حازمة لوقف تهريب السلاح والمسلحين من لبنان الى سوريا»، مطالبا بيروت ب»عدم الضعف امام الضغوط الدولية في هذا المجال». وقال ان «ما كشفه وزير الدفاع اللبناني فايز غصن عن تسلل عناصر القاعدة من لبنان الى سوريا عبر بلدة عرسال يستدعي تحسسا عاليا للمسؤولية لمنع مظاهر التطرف والعبث بالامن اللبناني والسوري والحدود اللبنانية السورية» مؤكدا ان «المصلحة هنا مقسومة بين البلدين». وتابع انه «سواء أخذ الامر بعد تهريب السلاح أو المسلحين فالفعل الجرمي والارهابي يكملان بعضهما، لذلك يجب أن يكون الحسم واضحا ولا يحتمل الملامسة الخجولة». وتقع بلدة عرسال في منطقة البقاع المحاذية لمحافظة حمص احد معاقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. من جهة اخرى قتل 14 مدنيا الاربعاء بنيران قوات الامن في سوريا حيث يواصل مراقبو بعثة الجامعة العربية مهمتهم في ادلب وحماة ودرعا، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واعلن المرصد ارتفاع عدد القتلى المدنيين الموثقين بالاسماء الى 14 شخصا. وقتل اربعة اشخاص «احدهم طفل في الخامسة من عمره» في مدينة حمص احد معاقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، فيما كان المراقبون يزورون احياء متمردة من هذه المدينة الواقعة بوسط البلاد. كما قتل ثلاثة جنود منشقين عن الجيش في حمص بحسب المرصد الذي يتخذ مقرا له في بريطانيا.