لم يكن حضوره صباح الأمس مجدولا، ولكن فيما يبدو أن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أراد أن ينعش صباحات المثقفين بعد أن غلب عليها الكسل ليومين متتاليين. خوجة فاجأ المشاركين في ملتقى المثقفين الثاني الذي يختتم أعماله اليوم الخميس، بحضوره للجلسة التي ناقشت دور المراكز الثقافية في المملكة، حيث شغلت هذه الفكرة نقاشات ومداخلات حضور ملتقى المثقفين، الذين انقسموا ما بين مؤيد لها مع استمرار صيغة الأندية الأدبية التي وصفتها إحدى المداخلات بأنها مستعمرة من الأدباء مطالبة بإنشاء مراكز ثقافية دون دمجها بالأندية لكي لا تكون مستعمرة أيضا. فيما ذهب البعض إلى تحميل وزارة الثقافة والإعلام مسؤولية خلق ضبابية حول الموضوع لأنها لم تطرح صيغة واضحة لمفهوم المركز الثقافي. وقال رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي إنه رغم الإعلان عن وجود دراسة لتحويل الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية إلا أن الدراسة لم تظهر، مؤكدا انحيازه لضرورة تعدد المؤسسات المعنية بالثقافة ونموها العددي والنوعي، ومع تأسيس مراكز ثقافية تجمع الثقافة والأدب والفنون ولكن بعد وضع آلية ولوائح لذلك. ------------------------------------------------------------------------ شغلت فكرة المراكز الثقافية نقاشات ومداخلات حضور الجلسة الثانية عن "المراكز الثقافية" في ملتقى المثقفين أمس، الذين انقسموا ما بين رافض ومؤيد لها مع استمرار صيغة الأندية الأدبية التي وصفتها إحدى المداخلات بأنها مستعمرة من الأدباء مطالبة بإنشاء مراكز ثقافية دون دمجها بالأندية لكي لا تكون مستعمرة أيضاً. فيما ذهب البعض إلى اتهام وزارة الثقافة والإعلام بخلق ضبابية حول الموضوع لأنها لم تطرح صيغة واضحة لمفهوم المركز الثقافي. وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة قد فاجأ المشاركين في الملتقى بحضوره للجلسة التي شارك فيها الدكتور عبدالله الوشمي، وعائشة صالح الشمري، والدكتور عبدالله الخطيب، والدكتور خالد الدامغ، والدكتورة سمر السقاف وأدارها محمد الربيع. وقال الوشمي: إنه رغم الإعلان عن وجود دراسة لتحويل الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية إلا أن الدراسة لم تظهر، مؤكداً انحيازه لضرورة تعدد المؤسسات المعنية بالثقافة ونموها العددي والنوعي، ومع تأسيس مراكز ثقافية تجمع الثقافة والأدب والفنون ولكن بعد وضع آلية ولوائح لذلك. وأكد أن مشهدنا الثقافي رصد وجود لبس في مفهوم المراكز الثقافية، مستعرضاً آراء الأدباء والمثقفين، مبتدئاً بوزير الثقافة والإعلام وهو صاحب الرؤية والقرار الذي يرى أن هناك توجهاً لدمج المؤسسات الثقافية في مظلة المراكز الثقافية ويكشف عن دراسة لتحويل الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية تكون محصلة للأنشطة الثقافية والفنية، مبيناً أنه لعل رؤية الوزير تشير إلى دمج تكويني عميق يجمع المسار الثقافي والإداري، معتبراً أن ذلك ما يفهم من وجود دراسة، مضيفاً أنها رؤية لا تتطابق مع تصريح وكيل الشؤون الثقافية السابق نائب الوزير الحالي الدكتور عبدالله الجاسر عن توجه وزارة الثقافة لدراسة إنشاء مراكز ثقافية في كل منطقة تُدمج فيها الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون ومؤسسات المجتمع المدني، مشيراً إلى أن رأي الوزارة جاء في استراتيجية التنمية الثقافية، ونص على تطوير الأندية من خلال صيغتين الأولى منها تتلخص بدمج الأندية الأدبية في مراكز ثقافية شاملة تضم جمعية الثقافة والفنون وفروعها وكل ما له علاقة بالنشاط الثقافي كاملاً. كما استعرض الوشمي رؤية الوسط الثقافي والإعلامي حول مفهوم المراكز الثقافية، مبيناً أن مساراتها تعددت، فيما يطالب بعضهم بإلغاء الأندية الأدبية لصالح إقامة مراكز ثقافية لتكون جامعة لكل الأطياف والتجارب، يتطلع البعض إلى إنشاء فروع لها في القرى، ويرى البعض أن المراكز الثقافية بدون الأندية ستكون مجرد مبان خاوية، ويطالب البعض بأن تضم المراكز المسارح والمراسم والقاعات والمكتبات والمقاهي والألعاب الترفيهية، ويتمنى بعضهم أن يتحقق مشروع المراكز الثقافية بالشكل الذي يفي بالغرض، معتبراً أن هذه الضبابية وعدم الوضوح في مفهوم المراكز الثقافية عددا خيارات التعاطي وتفاوتت المواقف بين القبول المطلق والقبول المقيد والرفض المطلق والرفض المقيد والحيرة والتأني، متهماً وزارة الثقافة والإعلام بتكون تلك الضبابية لأنها لم تطرح صيغة واضحة لمفهوم المركز الثقافي. وخروجا من المأزق المحلي عرض الدكتور خالد الدامغ التجربة الأميركية في المراكز الثقافية، مقترحا بأن يكون الجانب الاقتصادي محركاً للمراكز الثقافية في السعودية، بالنظر إلى أن الاقتصاد محرك للمؤسسات الثقافية في أميركا، وذكر عدة أمثلة لمراكز ثقافية في أميركا منها مركز لنكن الذي يستقبل سنوياً 5 ملايين زائر، يضخون 660 مليون ريال للمطاعم والفنادق والمواصلات فيه، ويعمل في المركز 9 آلاف بين دوام كلي وجزئي، ومركز كندي الذي يقيم أكثر من 3 آلاف مناسبة ثقافية سنوياً ويستقبل مليوني زائر. وشاركته الدكتورة سمر السقاف في استعراض خطط المراكز الأميركية الثقافية التي تعتمد على مشاركة أهالي المنطقة في وضعها، وتستعين بالتسويق الخلاق لعرض برامجها حسب الفئة المستهدفة، وامتدحت الأندية الطلابية السعودية في أميركا التي يبلغ عددها 180، وتقدم نشاطا ثقافيا في أروقة الجامعات. فيما تطرق الملحق الثقافي السعودي بفرنسا الدكتور عبدالله الخطيب في ورقته إلى التجربة الفرنسية في المجال الثقافي، مؤكداً أن عرض التجربة لا يعني الترويج لأي ثقافة، مستعرضاً عددا من المراكز الثقافية في فرنسا التي منها: بيت أميركا اللاتيني ويقع في الحي اللاتيني، والمعهد الثقافي العربي في باريس الذي تديره منى خزندار، ومركز جورج كومبيدو الذي يستقبل سنوياً 7 ملايين زائر، ويمتاز بالتصميم التجريدي واصفاً مبناه بالتحفة العمرانية، ويحتوي على متحف ومسرح كما يهتم بالطفل وله دور مع دور النشر ويتوج كل ذلك بمكتبة كبيرة مفتوحة للجميع، ولفت لميزانية المركز التي تتجاوز 7 ملايين يورو، تتوفر عبر الدعم الحكومي والاستثمار والتبرعات، مطالباً بالاستفادة من تلك التجارب في تأسيس المراكز الثقافية. وتناولت ورقة عائشة الشمري جمعية الثقافة والفنون بين ترسيمة المشهد الثقافي واللوحة التي لم تكتمل بعد، طارحة لمحة تاريخية للجمعية وتوالي تأسيس فروعها في مناطق المملكة، بأهداف الارتقاء بمستوى الثقافة والفنون، ورعاية الأدباء والفنانين ورفع مستواهم الثقافي والفني والاجتماعي، وتبني المواهب الشابة، وتمثيل المملكة على المستوى العربي والعالمي، كما استعرضت معوقات تجربة الجمعية، وانتقدت مبانيها والدورات المبتورة، وطالبت بألا يغيب دور التسويق لها.