على وقع انتقادات حادة لسهام القحطاني بشأن شيوع ثقافة عامة تحاول اغتيال الآثار واختصار مهرجان ثقافي شامل كالجنادرية بالتراث الشعبي فقط مروراً بمطالبات الدكتور محمد آل زلفة بإنشاء " بنك ثقافي " على نمط البنك الزراعي والبنك الصناعي لدعم الثقافة، وصولاً لإحباطات الدكتور سعد الراشد بسبب عدم إدراج خطة شاملة وإستراتيجية تقدم بها منذ 20 عاماً . انتهت الجلسة المتعلقة ب التخطيط الثقافي ضمن جلسات ملتقى المثقفين السعوديين الثاني، والتي تحدث خلالها كل من رئيس هيئة السياحة الآثار الأمير سلطان بن سلمان ووزير التخطيط والاقتصاد الدكتور محمد الجاسر ونائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد الله الجاسر، وأدارها محمد رضا نصر الله. الأمير سلطان بن سلمان كان أكثر قسوة ومباشرة وهو يصف الواقع حين عبر عن رغبته بأهمية خلق وطن نعيش به لا وطن نسكنه وأهم العوامل نحو خلق هذا المفهوم هي الثقافة والتخطيط الثقافي، مستعرضاً نماذج مهمة خلقت تأثيراً مباشراً في العالم وانطباعاً إيجابياً كمعرض المملكة بين الأمس واليوم، مستعرضاً في الوقت ذاته طبقات حضارية تراكمت على أرض المملكة يمكن التعويل عليها؛ بوصفها كنزاً إنسانياً نستطيع من خلاله تقديم أنفسنا وبلادنا إلى العالم، كما تطرق إلى جملة من المشاريع والخطط تنفذها هيئة السياحة، منها تنفيذ 8 متاحف كبرى في مناطق عدة مع ترميم 48 من قصور للملك عبد العزيز . أما الدكتور محمد الجاسر فأكد أهمية الاستثمار الثقافي لأن النمو والتطور الاقتصادي مرتبطان بتوازن الفرد، وقدم رؤية عامة لما يمكن أن تقوم عليه إستراتيجية شاملة للثقافة؛ في حين استعرض الدكتور عبد الله الجاسر خطط الوزارة وإجراءاتها للتحرك نحو خطة ثقافية شاملة كجزء من دورها الأساسي؛ خصوصاً عقب الأمر الملكي بتغير مسمى الوزارة في العام 2004 م والملتقى الأول للمثقفين السعوديين. أما المندوب السعودي في منظمة اليونسكو زياد الدريس فأعرب عن غبطته كونه يسمع للمرة الأولى بتداول مصطلح " التخطيط الثقافي " حيث سبق أن سمع ب تخطيطات أخرى كالتربوي والاقتصادي، مؤكداً أن وجود وزير للاقتصاد والتخطيط بين المثقفين هو خرق للعادة، في حين تمنى الدكتور محمد آل زلفة وجود وزير المالية حتى يستمع لشجون وشؤون المثقفين، معلناً أن الأوان قد آن لإنشاء بنك يختص بدعم الثقافة أسوة بقطاعات أخرى.