أبلغت مصر البوليس الدولي" الإنتربول" لملاحقة وتتبع بعض محتويات المجمع العلمي المصري النادرة التي وصلت إلى أيدي بعض اللصوص خلال حريق الأسبوع الماضي. وكشف الأمين العام للمجمع الدكتور محمد الشرنوبي عن تعيين وزير الصحة الأسبق الدكتور إبراهيم بدران رئيسا للمجمع، خلفا للراحل الدكتور محمود حافظ الذي توفي الجمعة الماضية، وتعيين مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين نائبًا له. وأكد الشرنوبي في مؤتمر صحفي عقده مساء أول من أمس ببيت السناري الأثري بالقاهرة، على اتخاذ إدارة المجمع عدة إجراءات بعد حريقه، منها تقديمها بلاغا إلى النائب العام، طالبة فيه بالكشف عن الجناة الحقيقيين للحريق، ونقل إدارة المجمع إلى الجمعية الجغرافية، وتخصيص بيت السناري الأثري التابع لمكتبة الإسكندريةبالقاهرة، لاستقبال أي مقتنيات علمية وحفظ ما تم إنقاذه منها، وفتح حساب خاص بأحد البنوك المصرية لتلقي التبرعات. وقال الشرنوبي في المؤتمر الصحفي الذي أداره الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، إن ما تم إنقاذه حتى الآن لا يزيد على ربع ما كان يحويه المجمع ولكن هناك الكثير من الكتب التي تقع تحت الأنقاض ونحاول ترميمها من خلال المتطوعين من المرممين والمثقفين والعلماء، والأطباء والمهندسين الذين تطوعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من آثار ومقتنيات المجمع. ولفت إلى دور باعة الكتب القديمة الذين سرقوا كتبا قيمة من المجمع "وأنه تقرر تشكيل لجنة تتسلم بعض الكتب من محكمة جنوبالقاهرة، لذلك تم إبلاغ الشرطة الدولية "الإنتربول"، مؤكدا أن جميع كتب المجمع عليها أختامه الخاصة مما يسهل الكشف عنها. وفي حديثه عن كتاب "وصف مصر"، قال الشرنوبي: إن وسائل الإعلام تختصر أهمية المجمع في هذا الكتاب، ولهم الحق في ذلك، مؤكدا أن "الكتاب حينما صدر على يد علماء الحملة الفرنسية، كان في مصر 11 نسخة تتولى مكتبة الإسكندرية إعداده وسيوضع قريبا في الطابق الأول من بيت السناري، وأن ما وجد بين الأنقاض هو 8 أجزاء من هذا الكتاب، وهي سليمة تماما، والأمل كبير في إيجاد الأجزاء الباقية لوجودها جميعا في صف واحد". وأشار إلى دور مكتبة الإسكندرية في إعادة ترميم مقتنيات المجمع، معتبرا المكتبة امتدادا للمجمع في هذا الوقت، مذكرا ببعض أنشطة المكتبة المتعلقة بالمجمع الآن، ومنها إعادة طبع مجموعة "فولتير" وطبع كتاب "وصف مصر" على موقع المكتبة مجانا، وإتاحته للزائرين على موقعها في أي وقت وإعداد فيلم تسجيلي بالتعاون بين المجمع والمكتبة وتوزيعه مجانا في جميع وسائل الإعلام لتعريف المصريين بتاريخ هذا الصرح العلمي، وعرض مجلة المجمع من أول عدد لها على موقعي المجمع والمكتبة. ولفت الشرنوبي إلى مبادرة عضو المجلس الأعلى بالإمارات حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بدعمه للمجمع، بعد تعرضه للحريق. وقال الشرنوبي إن حاكم الشارقة أول من قدم يد العون والمساعدة للمجمع، وكان لحديثه تأثيره المشجع والمطمئن، موضحا أن حاكم الشارقة، عضو بالمجمع منذ سنوات طويلة وله العديد من الإسهامات.