عد رئيس دار الكتب والوثائق المصرية الدكتور صابر عرب حريق المجمع العلمي المصري بشارع قصر العيني، الذي تسبب في إتلاف نحو 200 ألف كتاب من أنفس كتب التراث، كارثة إنسانية بكل المقاييس. وقال عرب، في تصريح إلى "الوطن": إن المجمع يعد تراثاً عالمياً لأنه أقدم هيئة علمية في مصر في العصر الحديث، حيث يعود تاريخه إلى نهاية القرن الثامن عشر، مبينا أن قائد الحملة الفرنسية على مصر نابليون بونابرت هو من أسس المجمع. ويضم المجمع نسخاً نادرة من أهم كتب التراث في شتى العلوم والمعارف، وبه حصاد الدراسات التي أجراها به علماء الحملة الفرنسية في مصر. وكان أمين المجمع محمد الشرنوبي قد كشف أن الحريق الذي شب في مبنى المجمع المجاور لمقر رئاسة الوزراء نتيجة إلقاء زجاجات "المولوتوف" أتلف كل محتوياته تماما التي تمثل تراث مصر القديم، مشيراً إلى أن كل المؤلفات والمقتنيات منذ عام 1798 حتى اليوم أتلفت تماما جراء الحريق، مضيفا أن هذا المبنى الأثري يضم حوالي 200 ألف كتاب. من جهته، قال وزير الدولة لشؤون الآثار محمد إبراهيم "إن مبنى المجمع العلمي المصري المطل على ميدان التحرير بوسط القاهرة والذي اشتعلت فيه النيران فجر السبت الماضي يحتاج إلى تدخل سريع لترميمه وإن إعادته إلى حالته ستتكلف 2.5 مليون جنيه مصري (نحو 410 آلاف دولار). وقال في بيان "إن اللجنة التي عاينت المبنى أمس أفادت بأن المبنى أضير بشكل كبير، حيث انهار سقفا الدورين واحترقت النوافذ الخشبية والأبواب وأنه يحتاج إلى تدخل سريع لترميمه وإعادته إلى حالته الأصلية". وأضاف أن البدء في تنفيذ خطة الترميم سيكون فور هدوء الأوضاع بالمنطقة المحيطة. ومن ناحية أخرى، قال حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمي "إنه مستعد لتحمل تكلفة ترميم المجمع وإهداء نسخ أصلية من الخرائط النادرة والكتب التي احترقت ومنها نسخة أصلية من كتاب "وصف مصر". وطلبت فرنسا من السلطات المصرية إجراء تحقيق شامل وشفاف حول دوافع ومسؤوليات الخراب الذي لحق بالمجمع العلمي المصري خلال إخماد حريق الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال تصريح صحفي إن هذا الخراب الذي حصل على هامش مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن مأساة للثقافة العالمية ويظهر، فيما لو كان ثمة من حاجة لذلك، المخاطر الكبيرة التي تتهدد التراث الإنساني الذي تحتضنه مصر". من جانبه، أبدى وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران حزنه لحريق المجمع المصري وهو مبنى "يشكل جزءا من الذاكرة الحية لمصر" و"يجسد الصلات الثقافية القوية جدا بين هذا البلد وفرنسا".