تسببت أحداث العنف التي شهدتها القاهرة يوم الجمعة الماضي بين قوات الأمن والمتظاهرين في احتراق مبنى أعرق المؤسسات العلمية في مصر وهو المجمع العلمي المصري بعد إلقاء البعض قنابل مولوتوف عليه لتلتهم النيران محتوياته بالكامل. وقال الدكتور محمد الشرنوبي أمين عام المجمع: إن الحريق أتلف كل محتويات المجمع الذي يضم كل المؤلفات والمقتنيات منذ عام 1798 حتى اليوم، مضيفا أن هذا المبنى الأثري يضم حوالي 200 ألف كتاب واحتراقه بهذا الشكل يعني أن جزءا كبيرا من تاريخ مصر انتهى. يشار إلى أن مبنى المجمع العلمي يعتبر أثرا إسلاميا وتم تسجيله منذ عام 1987 ويعود بناء المبنى لأوائل القرن العشرين، حيث تم إنشاؤه في القاهرة يوم 20 أغسطس عام 1798 بقرار من نابليون بونابرت، وتم نقله إلى الإسكندرية عام 1859 ثم عاد للقاهرة عام 1880. ويحتوى المجمع على مكتبة تضم 40 ألف كتاب أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس وهو ليس له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي عهد مصر الأسبق. وينتظم في هذه الأقسام 150 عضوا، منهم 50 عضوا عاملا و50 مراسلا بعضهم من مصر و50 منتسبا في الخارج. وأبرز أعضاء المجمع الأمير خالد الفيصل والشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، وأصبح عدد أعضائه من الأوروبيين محدودًا وخاصة الفرنسيين ومنهم الدكتور فيليب لاوير، وهو خبير فرنسي في الآثار يعيش في مصر منذ أربعين عامًا، ودكتور جورج سكانلون وهو أستاذ أمريكي متخصص في العمارة الإسلامية، والدكتور وارنركايزر وهو ألماني الجنسية. و نقلت أمس وكالة الأنباء الألمانية عن تجددت الحرائق في مبنى المجمع العلمي المصري المتواجد بوسط العاصمة القاهرة بعد انهيار السقف العلوي للمبنى من الداخل. وانتشر الدخان الكثيف أعلى المبنى فيما حاولت قوات الإطفاء السيطرة على الحريق وإخماده غير أن أعدادا من المتظاهرين قامت بإلقاء الحجارة على قوات الإطفاء وقوات الجيش المتواجدة في شارع الشيخ ريحان وتقدمت القوات المسلحة تجاه تقاطع شارع الشيخ الريحان والقصر العيني لمطاردة المتظاهرين الذين سارعوا بالفرار.