وصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العراق أمس، في زيارة غير معلنة لبحث تداعيات الأزمة بين "ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي و"القائمة العراقية" بزعامة إياد علاوي. وكان ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي هدد باختيار بدلاء لوزراء القائمة العراقية، إذا استمرت مقاطعة أعضاء القائمة لاجتماعات مجلسي الوزراء والنواب. وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون حيدر العبادي "لا يجوز تعطيل الأداء الحكومي على خلفية مواقف سياسية ويجب إدارة الوزارات من خلال الوكلاء أو باختيار بدلاء من المكون الذي تمثله القائمة العراقية". وكانت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي علقت مشاركة أعضائها في جلسات البرلمان ومجلس الوزراء احتجاجا على ممارسات المالكي بفرض هيمنته على إدارة السلطة في البلاد، بعد تقديم طلب لسحب الثقة عن نائبه صالح المطلك، وإصدار مذكرة قبض بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. وحذر النائب عن القائمة العراقية أحمد المساري من اتخاذ أي خطوة ضد وزراء قائمته، وقال "وزراء العراقية ليسوا طلابا في مدرسة المالكي يفصلهم متى يشاء، فهم حصلوا على ثقة البرلمان، وهو صاحب القرار الوحيد في سحب الثقة عنهم". وتتجه نية ائتلاف المالكي إلى تكليف بدلاء من الكتلة البيضاء وتحديدا من المكون السني لشغل مناصب وزراء العراقية المقاطعين لجلسات مجلس الوزراء. أما القيادي في القائمة العراقية ظافر العاني فانتقد سياسة المالكي في إدارة الحكومة. وقال ل "الوطن"، "الطريقة الاستعدائية ستؤدي إلى نهاية سريعة لحكم المالكي، وحتى العقلاء في دولة القانون يعترضون على مواقفه". من جانبها قللت كتلة تغيير الكردستانية من أهمية المبادرات المطروحة لاحتواء الأزمة السياسية، داعية إلى مواصلة المفاوضات المباشرة بين ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية لتحقيق مبدأ الشراكة في إدارة البلاد. وشهدت الساحة العراقية طرح كثير من المبادرات ومنها دعوة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لعقد مؤتمر وطني، وأخرى من التيار الصدري وثالثة من رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، وجميعها لم تسفر حتى الآن عن تقريب المواقف بين دولة القانون والقائمة العراقية. في غضون ذلك وصل رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أمس إلى السليمانية لبحث عدد من القضايا السياسية مع رئيس الجمهورية جلال الطالباني، وأبرزها مذكرة الاعتقال بحق نائبه طارق الهاشمي. من جهة أخرى، أعلنت جماعة دولة العراق الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق مسؤوليتها عن تفجيرات أسفرت عن سقوط 71 قتيلا في بغداد الأسبوع الماضي، حسبما أفادت مجموعة "سايت إنتلجنس جروب" التي تتابع مواقع الإنترنت التابعة للمتشددين أمس. من جهة أخرى أعلن مصدر مقرب من المالكي أمس أن "أطرافا عراقية" تتصل بإيران للتوسط في قضية طارق الهاشمي، فيما أكدت مصادر حزبية كردية أن وفدا إيرانيا يجري بالفعل محادثات في هذا الإطار في إقليم كردستان.