طالب المدرب البرازيلي السابق لفرق الاتحاد والهلال والشباب خوزيه أوسكار، القائمين على أمر الكرة السعودية باستنساخ التجربة اليابانية بتسهيل احتراف اللاعبين في الخارج من أجل تطويرها، مشيراً إلى أن اللاعب السعودي يتمتع بمواهب كروية تحتاج إلى الصقل والمعرفة بقيمة الاحتراف. وتطرق أوسكار في حوار "هاتفي" مع الوطن من مقر إقامته بالبرازيل إلى حظوظ المنتخب السعودي في التأهل إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل، مشدداً بضرورة أداء الأخضر تجربة قوية قبل لقائه مع أستراليا، وطالب اللاعبين بأن ينفذوا توجيهات المدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي أشاد بقدراته. وأنه لم يجازف بتاريخه بقبول تدريب الأخضر. وأرجع المدرب البرازيلي ندرة المدربين واللاعبين البرازيليين في الملاعب السعودية إلى الحوافز المالية الضخمة التي يجدونها في قطر والإمارات. وكشف أن اللاعب تياجو نيفيز لن يعود للهلال لإزدهار الاقتصاد البرازيلي. ماهي الأعمال التي تقوم بها حالياً بالبرازيل؟ اعمل الآن مدربا لفريق أف سي بي في ساوباولو وشؤوني الفنية والأسرية تسير على ما يرام, وأشعر بارتياح تام في بلدي البرازيل. لماذا تقلص الحضور البرازيلي في الملاعب السعودية سواء على مستوى المدربين أواللاعبين؟ نعم حضور المدربين واللاعبين البرازيلين في الملاعب السعودية لم يعد كالسابق، رغم أنهم موجودون في ملاعب دول خليجية أخرى مثل الإمارات وقطر نظراً للحوافر المالية الكبيرة التي يتقاضونها هناك, وأصبحت هاتان الدولتان أكبر نقاط الجذب لنا كبرازيليين بسبب العروض المالية الجيدة. نادي الهلال يرغب في عودة نجمه تياجو نيفيز هل أنت مع هذا التوجه؟ أنا مع قرار الهلال في رغبته لإعادة نيفيز بعد التفاهم مع نادي فلامنجو, لكن أرى أن عودته لن تكون بطريقة سهلة كما كان في السابق, بعد أن قدم مع فلامنجو مستويات كبيرة وأصبح حديث البرازيليين هنا. وأين تكمن الصعوبة من وجهة نظرك كمدرب ضليع بالكرة السعودية؟ يعود ذلك لوجود عدد كبير من الفرق التي ترغب في التعاقد مع اللاعب، وهي تحسن اختيار اللاعبين في البرازيل وتعرف مضامين اختياراتها جيداً. وتريد توظيف إمكانيات نيفيز في صفوفها لجلب البطولات. هل نفهم من ذلك أن الأندية السعودية أصبحت مقلباً للاعبين البرازيليين؟ لا أعتقد ذلك، فالبرازيليون كانت لهم بصماتهم في الفرق السعودية ومازالوا يشاركونها هذا الموسم مثل مارسيلو تفاريس ومارسيلو كماتشو، وهداف الدوري السعودي حتى الآن فيكتور سيموس وإيلتون جوزيه. هل تتابع الدوري السعودي؟ نعم، أتابعه كغيري من المدربين الذين عملوا مع الفرق السعودية بصورة غير منتظمة. هل هناك فرق في مستوى الدوري السعودي حالياً وبين الفترات التي عملت فيها مدرباً للاتحاد والشباب والهلال في السابق؟ الكرة السعودية تطورت كثيراً كحال الكرة اليابانية, وهاتان الكرتان هما هرما الكرة الآسيوية مع احترامي الشديد لبقية الدول الآسيوية الأخرى. وهل تتابع أداء اللاعبين كماتشو وتفاريس وفيكتور سيموس؟ نعم, ومعجب بالمستويات الكبيرة التي يقدمونها مع فرقهم وهم لاعبون جيدون, وأعتقد أن جماهير الأندية التي يلعبون فيها تسعد برؤيتهم كعناصر أساسية، ويحققون نتائج إيجابية في الدوري السعودي. وأعرف جيداً أن أغلب الكرات الخطرة تمر كثيراً عن طريق كماتشو في الأهلي، وكما قلت يكفي تصدر فيكتور سيموس هدافي الدوري حتى الآن, كما أن تفاريس مدافع صلب، وأعجبتني عودته القوية بعد الإصابة. ماهي الشروط الواجب توافرها في اللاعب السعودي لكي يحترف في أوروبا مثله مثل لاعبي دول المغرب العربي؟ هذا الأمر يعتمد على وجود المسوق الجيد والكشاف الحازق, والفهم الحقيقي للاحتراف، وأن يتخلص اللاعب السعودي من عباءة اللاعب الهاوي, وعليه أن يفهم أن الاحتراف ليس مجرد كلمة أو تغيير بيئة كروية بل هو أشمل وأعمق من ذلك, وأن تكون للأندية الجراءة في دفع لاعبيها للعب في خارج السعودية, وأن تعمق حجم الاستثمارات بشكل أوسع, وأن يستمر الدوري السعودي دون توقف وهذا الأمر سيجعل المدربين يعملون بارتياح ويرفع من مستوى اللاعبين، أي عليكم أن تستنسخوا التجربة اليابانية في تشجيع اللاعبين للاحتراف خارجياً. هل تتوقع أن يتأهل المنتخب السعودي لمونديال البرازيل؟ كرة القدم مليئة بالصعوبات ومحفوفة بالمخاطر, لكن لا أرى أن هناك صعوبة في تأهل المنتخب السعودي إلى الدور الرابع من التصفيات، لأن هناك منتخبات أخرى في نفس وضع المنتخب السعودي. وعلى فرانك ريكارد أن يلعب تجربة قوية قبل مواجهة أستراليا في اللقاء الأخير من تصفيات المرحلة الثالثة, وأن يعمل على تجانس اللاعبين مع بعضهم البعض، وأن يساعده اللاعبون في الالتزام والجدية في التدريبات، وأنا واثق أن المنتخب سيتأهل إلى المرحلة المقبلة. هل ترى قيادة الهولندي فرانك ريكارد للمنتخب؟ لا أتصور أن ريكارد جازف بتاريخه عندما قبل العرض السعودي, كون منتخب بلادكم يضم لاعبين يملكون فنيات عالية, كما أن ريكارد لديه قدرة كبيرة على كسب الرهان. ماذا بقي لك من ذكريات في الملاعب السعودية؟ كل ماهو جميل عنكم كشعب مسالم وودود ومحب للشعوب الأخرى، كما احتفظ بكل ماهو جميل عن كرة القدم في السعودية والتي اختزنها في ذاكرتي من خلال تدريبي في فترات سابقة. هل ما زلت تتواصل مع الرياضيين السعوديين؟ نعم أتواصل معهم، وهناك اتصالات مستمرة لم تنقطع حتى اليوم. وهل ترغب في العودة إلى الملاعب السعودية؟ وما هو الفريق الذي تتمنى تدريبه؟ نعم لدي الرغبة في العودة للعمل في الأندية السعودية أكثر من ذي قبل بعد أن كبر أبنائي وتزوجت ابنتي شريطة أن يكون ذلك قبل بداية الموسم، وأنا مدرب محترف وأبحث عن العروض الأفضل، ولا يهمني اسم النادي الذي سأعمل فيه الأهم أن يحقق رغباتي وتطلعاتي كمدرب. وأنا أخطط للعودة إلى الملاعب السعودية. ولكن المدرسة البرازيلية بدأ وجودها يتراجع في الملاعب السعودية؟ لا. أعتقد أن البرازيليين هم الأقوياء في الساحة الكروية بدليل تخريج مئات اللاعبين نتيجة للعمل الجيد وللحس التدريبي الكبير, ففي أوروبا يستغرق تخريج اللاعبين وتفريخهم سنوات كثيرة, إضافة إلى أن الدوري البرازيلي أصبح مشجعاً لبقاء اللاعبين بفضل نمو الاقتصاد البرازيلي مثل نيمار الذي رفض العديد من العروض الأوروبية، كما بدأ من كانوا في الخارج إلى العودة لبلادهم مثل تياجو نيفيز.