أربعة مواسم وثمانية ألقاب في البطولات السعودية بين ناديين، كل تلك المكتسبات جعلت اسمه يأتي في مرتبة متقدمة جداً بين اللاعبين الأجانب الذي مروا على الأندية السعودية. البرازيلي «مارسيلو كماتشو» كان يوماً النجم الأول في الهلال قبل أن يتركه ليخوض تجربة احترافية في قطر، لم تضف له الكثير، ما دعاه لقبول عرض الشباب والعودة إلى السعودية. كماتشو ومن خلال تجربته الطويلة في السعودية جاء حديثه ل «الحياة» مميزاً ومختلفاً، اذ أكد أن الدوري السعودي صعب وشاق، وأن تجربة الاحتراف في السعودية ليست سهلة كما كان زملاؤه في البرازيل يعتقدون قبل خوضها، كما تطرق للحديث عن الشباب والهلال ونواياه المستقبلية... فإلى تفاصيل الحوار. نبارك لك تحقيق فريقك اللقب الأول هذا العام، كأس الأمير فيصل بن فهد كيف ترى هذا الإنجاز؟ - أشكرك على هذه التهنئة، وبالتأكيد أنا سعيد كحال بقية زملائي باللقب خصوصاً كونها البطولة الأولى، وجاءت بفارق زمني بسيط عن خسارتنا لأول نهائي أمام الهلال، وكان التعويض أمراً مهماً بالنسبة لنا، وتحقيق بطولة يقلل من الضغط الذي يعيشه اللاعبون، ما يساعدنا في التركيز في ما تبقى لنا من مشاركات. شاركتم في نهائيين هذا العام، خسرتم أمام الهلال وحققتم الفوز أمام النصر كيف وجدت النهائيين؟ - النهائي مباراة مختلفة تماماً عن كل المباريات، وهي لا تحتاج للعب بشكل جيد، المهم أن تحقق الفوز بغض النظر عن المستوى، وأمام الهلال لعبنا بشكل جيد وخسرنا بفرصة واحدة سجل منها الهلال وهو فريق كبير وإذا ما أعطيته الفرصة للتسجيل فعليك أن تقبل بالخسارة، وأنا أدرك ذلك جيداً، فأنا عايشته، لذلك حينما لعبنا أمام النصر كنا مصرين على تعويض تلك الخسارة، الأمر الذي أجبرنا على اللعب طوال المباراة ونحن مقتنعون بأننا قادرون على الفوز وهو ما تحقق. على رغم تحقيقكم بطولة الأمير فيصل بن فهد ووصولكم إلى نهائي كأس ولي العهد إلا أنكم خسرتم فرصة تحقيق لقب الدوري في وقت مبكر، فهل ترى أن الدوري السعودي كان صعباً هذا العام؟ - بالتأكيد الدوري السعودي صعب في كل عام، وبالنسبة لنا في الشباب نحن خسرنا الكثير من النقاط السهلة في البداية، الأمر الذي يصبح معه التعويض خصوصاً في ظل قلة فرق الدوري السعودي. إذاً برأيك أن قلة الفرق في الدوري السعودي كانت سبباً مهماً في خسارتكم للقب؟ - نعم فخسارة مباراتين في بداية الدوري تعني تقريباً خسارة اللقب، فالدوري السعودي ليس كالدوري البرازيلي مثلاً إذ تساعدك كثرة الفرق في تعويض النقاط التي تخسرها. هل ترى أن الدوري السعودي في ظل تزاحم المشاركات يحتاج إلى زيادة عدد الفرق؟ - طبعا الدوري السعودي مميز وقوي ويحتاج إلى إضافة عدد أكبر من الفرق وبرأيي أن وصول عدد الفرق المشاركة إلى 16 سيفيد الدوري والكرة السعودية بشكل عام، إذا ما تم التعامل مع تزاحم المشاركات بشكل جيد. يعتبر الكثيرون هذا الموسم موسماً استثنائياً، وذلك لكثرة توقف الدوري، ومشاركات اللاعبين الدوليين مع المنتخب، إضافة إلى تقارب المباريات من بعضها أحياناً، هل شكّل هذا التزاحم ضغطاً عليك؟ - قد يعتبر البعض توقف الدوري مريحاً للاعبين غير الدوليين والبعيدين عن المشاركات، ولكن هذا الأمر غير صحيح، فنحن في حال توقف الدوري، نفقد حساسية المباريات، والتركيز الذي يحتاجه اللاعبون وهو أمر طبيعي، إذ ان التوقف يشعر اللاعب بالاسترخاء، وهو ما يعطي اللقاء الأول بعد التوقف، صعوبة كبيرة، إضافة إلى أننا بعد التوقف نعود لنشارك أحياناً في ثلاثة لقاءات خلال 10 أيام، وهو أمر متعب لأي لاعب في العالم، وكثرة التوقفات في الدوري السعودي أمر مزعج ومتعب. كونك أتيت على ذكر الدوري البرازيلي، ما الفروق التي تجدها بين الدوريين السعودي والبرازيلي؟ - الفروق كبيرة جداً، ففي مشاركات المنتخب البرازيلي اللاعبون الدوليون ينضمون للمنتخب قبل أي لقاء بيومين أو ثلاثة، والمنافسات لا تتوقف في الدوري بسبب المنتخب، وكل الأمور تسير تماماً كما جدولت في بداية الموسم، ولكن هنا ينضم اللاعبون أحياناً قبل اللقاءات الدولية ب10 أيام، وهو أمر صعب جداً في الشباب مثلاً ثمانية لاعبين ينضمون للمنتخب، والمشاركة في أي لقاء من دونهم تضعنا في موقف محرج تماماً، كما حدث أمام الوطني، فعلى رغم أننا كنا نحتاج نقاط تلك المباراة، إلا أننا عجزنا عن تحقيقها، ولو تكرر هذا الأمر في البطولات المتبقية، فقد نخسر ألقاباً أخرى. غيّبتك الإصابة لفترة طويلة هذا العام، كيف كانت تلك الفترة؟ - تعرضت للإصابة في الدور الأول بعد لقاءين، وهو وقت مبكر ومزعج ولم أشارك في لقاءات هذا الدور، وذهبت للبرازيل حيث عولجت، واليوم عدت للمستوى الذي أتنمى أن أكون عليه. لماذا اخترت البرازيل للعلاج؟ ولم لم تذهب إلى فرنسا أو بريطانيا كحال معظم اللاعبين؟ - اختار الرئيس خالد البلطان ألمانيا، وأخبرني بذلك وكنت موافقاً، ولكن عندما بدأ الدكتور جمال في مخاطبة الطبيب في ألمانيا، اكتشف أنه غير موجود في تلك الفترة، وكان سيؤخر عودتي، بينما كانت الفرصة سانحة لي للذهاب الى البرازيل بشكل سريع، وبالتأكيد وجودي في البرازيل وهي بلدي كان مريحاً ومفيداً بالنسبة لي، خصوصاً في فترة النقاهة. قضيت في الخليج خمسة أعوام، أربعة في السعودية بين ناديين، وواحدة في قطر، أي تلك التجارب كانت الأميز؟ - بالتأكيد أفضل مراحل عمري الرياضي هي التي قضيتها هنا في السعودية بين الهلال والشباب، أنا مرتاح اليوم جداً في الشباب، ولكنني لن أنسى أيامي مع الهلال، فأنا حققت معهم 6 ألقاب في موسمين، الأمر الذي يصعب أن أكرره، وتلك التجربة كانت ممتعة جداً بالنسبة لي، كما أن علاقتي بالجماهير كانت رائعة جداً، والكل يعلم أن الهلال وأيامي معه ستبقى دائماً في قلبي. اليوم في الشباب، ألا تفتقد الجماهير نوعاً ما؟ - نعم بالطبع وهو الفرق الكبير بين التجربتين في الهلال والشباب، فرؤية الجماهير في الملعب تعطي اللاعبين حماسة كبيرة تخدم الفريق وتزيد من عطائه. هل كان العرض المادي هو السبب الحقيقي في عودتك للدوري السعودي بعد التجربة القطرية؟ - احترافياً لم يكن من مصلحتي الاستمرار في قطر، فتجربتي هناك لم تكن مفيدة فهناك مررنا بالكثير من الصعوبات والمشكلات، والوضع بشكل عام لم يكن مريحاً، وهو ما دفعني لقبول عرض الشباب والعودة لدوري السعودي، على رغم أنني لم أتلق أية زيادة في عرض الشباب عما كنت أتحصل عليه في قطر، أي أن هدفي لم يكن مادياً. ولماذا قبلت في البداية بالعرض القطري وتركت الهلال، على رغم أنك كنت سعيداً في الهلال على حد قولك؟ - وصلني عرض مادي جيد من قطر، ونصحني مدير أعمالي بخوض التجربة، إضافة إلى كون الكثيرين كانوا يمتدحون الجو العام في قطر، وأكدوا لي أنه مناسب لي، كما أنني اختلفت مع إدارة الهلال في ذلك الوقت على العرض المقدم لي الذي لم يناسبني، والهلاليون فاوضوني قبل نهاية عقدي بشهرين وقدموا عرضاً جيداً وكنت موافقاً، ولكن فوجئت بأن العرض تغير في نهاية الموسم وكان الفارق كبيراً، الأمر الذي أغضبني ودفعني لترك الهلال، وأنا بطبعي ألتزم بما أقول وأكره أنا أعامل بأية طريقة أخرى، وكما يعرف الجميع فأنا قدمت الكثير للهلال، وأرى بأني كنت أستحق الزيادة في عقدي، ولكن إلى اليوم أنا أحب هذا النادي وجماهيره وهي التجربة التي لن أنساها كما قلت سابقاً. في بدايتك مع الهلال لم تكن مقنعاً وكانت الجماهير مستاءة مما تقدم قبل أن يتغير ذلك وهي حال معظم اللاعبين الأجانب، لماذا تكون البدايات بتلك الصعوبة؟ - ما لا تعرفه الكثير من الجماهير هو أن اللعب في دوري جديد وبلد جديد أمر شديد الصعوبة ويتطلب الكثير من الوقت قبل التأقلم، كما أن دور الأندية والجماهير في دعم اللاعبين الأجانب في بداية مشوارهم كبير جداً، اللاعب يحتاج إلى أن يشعر بالاستقرار من كل النواحي المادية والعائلية والنفسية، فاللعب في السعودية ليس سهلاً أبداً، في البرازيل وقبل احترافي في السعودية كان أصدقائي يحسدونني على خوضي تجربة احتراف في السعودية، إذ يعتقدون بأن الدوري السعودي سهل وهو ليس كذلك أبداً، فأنتم تملكون لاعبين مميزين جداً، إضافة إلى مدربين مميزين، ومستوى اللعب في المباريات السعودية عال جداً من خلال الاحتكاكات القوية والمراقبة الجيدة والمميزة من المدافعين، ببساطة الدوري السعودي صعب جداً، وربما ان الفكرة الخاطئة لدى بعض البرازيليين عن سهولة الدوري تكونت بحكم أنه لا ينقل لهم من خلال التلفزيون، حتى إن بعضهم يعتقد بأن أي لاعب برازيلي أياً كان مستواه يستطيع أن ينجح في السعودية ولكن الحقيقة مختلفة تماماً. وهل بدأت هذه النظرة تتغير مع كثرة التجارب البرازيلية الفاشلة؟ - طبعاً الكثير من اللاعبين يأتون إلى الدوري السعودي وهم مشبعون بتلك الأفكار، ولكن ما أن يعيشوا التجربة حتى يعودوا للبرازيل بفكرة حقيقية عن الدوري وصعوبته، الأمر الذي بدأ يغير الفكر السائد هناك. وهل الدوري القطري على المستوى نفسه من الصعوبة؟ - لا طبعاً الدوري القطري مختلف تماماً عن الدوري هنا، أنا أعرف أنهم في قطر يستقطبون الكثير من الأسماء المميزة من حول العالم، ولكن اللعب هنا أصعب بكثير، فالمراقبة اللصيقة والمساحات الضيقة والانتشار الجيد تجعل من الدوري السعودي تحدياً لأي لاعب. أنت تلعب بأسهل طريقة ممكنة حتى إن المتابع يستغرب أحياناً من بعدك عن المهارات الفردية والتمريرات الصعبة، هل ترى أن هذه هي الطريقة الآمنة للعب اليوم؟ - هذه قناعتي، فأنا لا ألعب بحثاً عن هتافات الجماهير، أنا ألعب لفريق مكون من 11 لاعباً ولو حقق فريقي الفوز وكنت بعيداً عن مستواي أو حتى أسوأ اللاعبين فسأكون سعيداً، المهم في النهاية أن ينتصر فريقي، ولكن بعض اللاعبين يبحث عن رضا الجماهير من خلال بعض حركاته داخل الملعب ما يضر باللاعب والفريق، وهو بصراحة ما لا أبحث عنه ولا يهمني. يضم الدوري السعودي هذا العام كماً كبيراً من الأسماء الأجنبية المميزة برأيك من هم الأميز هذا العام؟ - يعجبني كثيراً مهاجم الاتحاد عماد متعب ولاعب الهلال السويدي كريستيان وليهامسون فأسلوبهما مميز جداً. هل تلقيت عروضاً من أندية سعودية هذا العام، خصوصاً أن البعض تناول أخباراً عن مفاوضاتك مع النصر؟ - لن أعلق على ذلك ولكن أي لاعب يكون سعيداً إذا ما وجد الكثير من العروض والاهتمام، ولكن ما يهم هو أني اليوم لاعب في الشباب وهو خياري الأول، وإذا ما وجدت العرض الأفضل من الشباب فما من سبب سيدفعني للانتقال، أما إن لم يكن كذلك فحقي الطبيعي أن أبحث عن مصلحتي. كيف تجد حياتك كلاعب محترف في السعودية خارج الملعب؟ - أنا أحب العيش هنا وما من سبب يدفعني لترك السعودية سوى الرفض من الأندية، لكني بشكل عام أحب الهدوء والجو المشمس وأشعر بأن البعد عن السهر والضوضاء يساعد كثيراً في تطوير مستوى اللاعبين ويدعم عطاءهم داخل الملعب، بالنسبة إلي حياتي بين النادي والبيت وساعات طويلة أقضيها على الإنترنت وما من شيء آخر يهمني واليوم أشعر بأني سعودي. ولكن المشهور عن اللاعبين البرازيليين بأنهم يكرهون الانضباط ويعشقون السهر، وهو ما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى تدهور مستوياتهم والأمثلة كثيرة وبارزة أشهرها ربما رونالدو ورنالدينهو وأدريانو؟ - البرازيليون حالهم كحال كل الشعوب بعضهم يكره الالتزام وبعضهم الآخر يعشقه، وربما أنك أصبت في اختيار الأمثلة ولكن الأمثلة المعاكسة كثيرة أبرزها كاكا ويجب عليك عدم تغافلها. بالحديث عن البرازيل ألست محبط الشعور بصعوبة الحصول على فرصة لتمثيل المنتخب؟ - الوضع في البرازيل صعب جداً فنحن نمتلك كماً كبيراً جداً من اللاعبين المميزين وكل عام تخرج علينا أسماء أخرى مميزة، وبالنسبة إلي لم يكن المنتخب حلماً بدليل أني تركت الدوري البرازيلي وقدمت إلى السعودية ومدربو المنتخب لا يتابعون الدوري السعودي. الهلال كما تعلم حصل على توقيع اللاعب البرازيلي «تياغو نيفيز» في البداية... هل ترى بأنه سيخدم الهلال والدوري السعودي؟ وهل تتوقع أن حضوره للسعودية سيقضي على فرصه في تمثيل المنتخب؟ - أنا لا أعرف نيفيز شخصياً ولكني أعرفه كلاعب، فهو مميز جداً ويمتلك كماً كبيراً من الإمكانات، ومتى ما انصب تركيزه على تمثيل الهلال فإنه سيكون مكسباً كبيراً للهلال وللكرة السعودية، وسيتضح ذلك العام القادم، وبالنسبة إلى حظوظه في تمثيل المنتخب، فبالتأكيد ستكون أصعب ولكن ونظراً إلى تميزه فربما يحصل على استثناء من خلال متابعة أدائه في الدوري السعودي. هل تتابع اليوم لقاءات المنتخب السعودي وكيف ترى ما قدمه في آخر لقاءين؟ - بالتأكيد أتابع كل مباريات المنتخب السعودي على رغم أني لا أتابع لقاءات البرازيل بحكم فارق التوقيت الذي لا يساعدني، والمنتخب السعودي اليوم يحقق المهم وهو الانتصار والنقاط الثلاث، وفي تصفيات كأس العالم المستوى لا يعني أحداً، المهم هو النتيجة والتأهل فقط وأنا سعيد جداً بنتائج المنتخب الأخيرة. وبحكم أنك متابع للمنتخب هل لاحظت فرقاً كبيراً بين مستوى المنتخب بقيادة ناصر الجوهر والبديل بيسيرو؟ يصعب الحكم على أي مدرب من خلال لقاءين، ومن المهم أن تعي الجماهير ذلك فتقويم المدربين أصعب حتى من تقويم اللاعبين، لذا يفترض من الجميع الإعلام والجماهير دعم المنتخب ولاعبيه للتأهل ونسيان أي شيء آخر إذا ما أرادوا الوصول إلى كأس العالم.