"لمراتب العشق في الحب صفوة في العشق صحبة وسكرة قلب"، عبارة صاحبت لوحات التشكيلية علا حجازي المعروضة في إتيليه جدة في المعرض السنوي الرابع الذي يقام تحت عنوان "لوحة في كل بيت" الذي افتتحه مساء الاثنين الماضي الفنان طه صبان، بحضور حشد كبير من الفنانين والكتاب والمهتمين باقتناء الأعمال الفنية التي تعرف بأسعار محدودة لا تتجاوز 2000 ريال حسب مدير إتيليه جدة هشام قنديل. وقال الفنان السوداني عوض أبو صلاح وهو يغادر صالة العرض المكتظة "ليس ثمة مكان تقف فيه لتشاهد لوحة دون أن تصطدم برجل أو امرأة، الصالة مكتظة باللوحات والزوار وهشام قنديل يفرك يديه فرحا فهذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها حشدا بهذه الضخامة يزور إتيليه جدة". طوابير السيارات في الخارج نغصت على الزوار متعة الزيارة والكثيرون لم يجدوا مواقف على بعد مئات الأمتار من بوابة إتيليه جدة وهذا ما دعا هشام قنديل أن يقول ل"الوطن": لقد بعنا معظم اللوحات، عبد الله حماس مثلا جاء زائرا وحجز جميع أعماله، ودفع نقدا، أما عبدالله إدريس فقد اضطررنا إلى عرض أعمال قديمة له بعد أن نفدت جميع أعماله الجديدة ولم يتبق شيء من أعمال طه صبان. ما الذي يحدث؟ سألت "الوطن" مدير إتيليه جدة عن هذا الشغف في اقتناء اللوحات التشكيلية، وكيف دبت الرغبة في نفوس الناس بهذا الشكل المفاجئ؟ فقال: كنا في العادة نبيع لشخصيات من الطبقة الميسورة، وأعدادهم محدودة، أما اليوم فلدينا اهتمام واسع من الطبقة المتوسطة، وهذا ما جعل التنافس شديدا على الاقتناء، فأعمال مثل أعمال طه صبان تعرض في غير هذا المعرض بأكثر من عشرة آلاف ريال، يمكن الحصول عليها هنا بألفي ريال، لقد بدا المجتمع يهتم بأن يكون لديه عمل أصلي موقع من الفنان نفسه. بكر شيخون الذي يتردد في بيع أعماله ويفضل أن يرسمها ويقتنيها بنفسه، اضطر إلى كسب رضا جمهوره، فقدم نسخا موقعة من أعماله، وجميعها نفدت رغم أنها ليست أصلية ولكنها نسخ مرقمة وموقعة من الفنان. علق أكثر من 300 عمل على جدران المعرض بعضها على مستوى عال من الجودة ولفنانين مشهورين. شيء مدهش هذا ما عبر به الفنان آرام: يحدث هذا كما لو أننا في بازار وتحار أي الأعمال هي أفضل من غيرها، مشيرا إلى العديد منها. عبدالله حماس يبدو مبتهجا وهو يتحدث عن أهمية هذا المعرض الذي يكسر روتين المعارض العادية، ويتيح للشبان المشاركة إلى جانب كبار الفنانين. عبدالله إدريس يتحدث عن التنوع المدهش في المعرض وتعدد الأساليب، والمهم هو إنزال الفن التشكيلي من عليائه إلى الطبقات الاجتماعية المتوسطة الشيء الذي خلق تنافسا بين المقتنين. أما هشام قنديل فيقول: ما إن تنفد مجموعة من اللوحات حتى نعلق بديلا لها، نحن مستمرون على مدى عشرين يوما ولدينا من الأعمال ما يغطي هذه المدة. وأضاف: لكن هذا اليوم لم يكن يتيما، فقد سبقه يوم آخر حين افتتحت سيدة الأعمال نادية زهي المعرض للسيدات، ويعلق قنديل على ذلك بالقول السيدات كن أكثر اهتماما بالاقتناء وبعضهن حجزن مجموعات كاملة.