بعيدا عن تكرار حوادث الحريق في الآونة الأخيرة، أصبحت سلامة الطلاب أثناء تواجدهم في مدارسهم هاجسا كبيرا لأولياء الأمور في ظل ضعف التجهيزات الطبية وعدم وجود غرف مزودة بالإسعافات الأولية، وغياب المسعفين المتخصصين لتقديم الإسعافات في الوقت المناسب بالمدارس. وعبر بعض أولياء الأمور ل"الوطن" عن قلقهم من ضعف التجهيزات الطبية للإسعافات الأولية في مدارس التعليم العام، مشيرين إلى عدم وجود ممرضين أو مسعفين في المدارس لتقديم الإسعافات الأولية، حيث يؤكد فيصل الحمد أن أحد أبنائه (يدرس بالمرحلة الابتدائية) سقط على حافة الدرج أثناء الفسحة، وأصيب بنزيف، ولم تجد الإدارة في صندوق الإسعافات الأولية سوى "الشاش"، مما دعاهم للاتصال به لاصطحاب ابنه إلى أقرب مستوصف. وذكر أحمد الغامدي أن ابنه الذي يدرس في الصف السادس الابتدائي مصاب بداء السكري، ويحتاج عناية خاصة عندما ترتفع نسبة السكر أو تنخفض في جسمه، مشيرا إلى عدم وجود جهاز في المدرسة لقياس السكر، مما جعله يعيش في قلق مستمر أثناء تواجد ابنه بالمدرسة، موضحا أنه أكثر من مرة تلقى اتصالا من المدرسة يفيد بإصابة ابنه بارتفاع السكر مما يضطره للخروج من عمله وأخذه لقياس السكر وتقديم العلاج له. وذكر معلم بإحدى المدارس الابتدائية في الدمام - فضل عدم ذكر اسمه- أنه كان يصلهم بعض المستلزمات الطبية الخاصة بالأطفال المصابين بداء السكري، مثل الإبر، وأجهزة قياس السكر، وفي الآونة الأخيرة توقف إمدادهم بهذه المستلزمات، وما يقدم حاليا لهؤلاء الطلبة اجتهادات ذاتية من المعلمين. من جهته, أوضح مدير إدارة الصحة المدرسية بإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور أحمد النشمي، أن إدارته تقدم دورات تدريبية للمرشدين الطلابيين لتدريبهم على الإسعافات الأولية للطلاب، وأن هناك جولات على المدارس للوقف على جاهزيتها في هذا الموضوع، معترفا بضعف التجهيزات والاستعدادات الموجودة حاليا في المدارس، وأوضح أن هناك حاجة ماسة لوجود ممرضين مدربين لتقديم الإسعافات الأولية، خاصة التي تحتوي على مجمع تعليمي كامل. وأكد النشمي أن الموجود حاليا لا يرقى إلى المستوى المأمول، مطالبا بتجهيزات عالية المستوى، وتزويد المدارس بممرضين مقيمين لتقديم الإسعافات الأولية.