أكد عدد من الطالبات بكلية أبها العلمية بحي القابل التي حدث بها الحريق أول من أمس، أن عبث الطالبات بعيدا عن أعين المشرفات بمرافق الكلية من الأمور المسببة للحريق. وقالت الطالبة ريم عسيري، إن عدم وجود أحد ليدلهن على المكان الذي من المفترض التوجه إليه أحدث ارتباكا شديدا وتدافعا على السلالم، واختناقات لمن لم يتمكن من الخروج في ظل ازدحام الممرات ومخارج الكلية بالطالبات. وقالت طالبة - رفضت ذكر اسمها- إنها شاهدت الطالبات وهن في حالة صراخ شديدة وقت انتشار النار وتدافعن للخروج من المبنى، فيما بقيت البعض دون معرفة التصرف المناسب في هذا الموقف، كما أن رائحة الدخان وصراخ الطالبات القريبات من موقع الحريق هما اللذان أصابا من هن في الأدوار الأخرى بالخوف الشديد. وقال ولي أمر إحدى الطالبات علي الشهري، إنه من المفترض بعد الحادث أن يتم نقل الطالبات لمبنى موائم لعددهن الكبير، بالمقارنة مع موقعه وقدم المبنى وعدم وجود مواقف سيارات كافية فيه لهذا العدد الكبير من أولياء الأمور ووسائل نقل الطالبات التي تقف يوميا هناك، وحالت دون عملية وصول أولياء الأمور وقت الحريق أول من أمس إلى المقر بسرعة. من جهته، أكد مسؤول صيانة الكليات بجامعة الملك خالد بأبها تركي الأحمري ل"الوطن" عدم تسبب سوء الصيانة بالحريق الذي جرى أول من أمس بالكلية العلمية، لافتا إلى أن قسم الصيانة بالجامعة يقوم بصيانة دورية للكليات من خلال شركات معنية بالصيانة، على مراحل صيانة طارئة ووقائية، وهنالك فريق عمل يزور الكليات من القسم يوميا للتأكد من سلامة المباني وصيانتها. وطالب الأحمري بإقامة برامج تثقيفية للطالبات أو عضوات التدريس أو المجتمع بأسره فيما يتعلق بكيفية إدارة الأزمات والتعامل معها، إذ إن جزءا كبيرا مما حدث بالحريق كان بسبب سوء تعامل مع الحدث وعدم تفهم للإجراء المفروض اتخاذه في مثل هذه الحالات. وقال إنه حين وقف على الحريق شاهد معظم الحالات كانت بسبب الهلع والفزع ومنهم أولياء أمور أصيبوا بحالات إغماء في مواقف السيارات لهذا السبب. إلى ذلك، غادرت الطالبات المصابات في حريق مبنى كلية الأقسام العلمية، مستشفيات أبها مساء أول من أمس. وأوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد بن عبدالله النقير ل "الوطن" أمس، أن حالة المصابات تحسنت، إضافة إلى تحسن الحالة الصحية لرجل الدفاع المدني الذي أصيب باختناق جراء تأديته لواجبه. وأضاف النقير، أن الحالات التي استقبلتها المستشفيات بلغت 29 حالة ما بين اختناق وإغماء وإصابات جراء التدافع. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي، أن اللجان المعنية من عدة جهات أمنية واصلت عملها أمس لكشف مسببات الحادث، ومن ثم إعداد التقارير اللازمة بذلك ورفعها لجهات الاختصاص. إلى ذلك، انتظمت طالبات كلية الأقسام العلمية في دوامهن أمس، بعد إجراء نظافة وصيانة خفيفة للمبنى. ورصدت "الوطن" أمس توافد الحافلات التي تقل الطالبات إلى مقر الكلية، وسط معلومات عن غياب جزئي من قبل بعضهن بسبب تداعيات الحادث. وكان مبنى الكلية قد شهد أول من أمس، حريقا في أحد أجزائه نتج عنه إصابة 29 طالبة، فضلا عن إخلاء أكثر من ألفين منهن، وقرابة 80 محاضرة وموظفة، وسط تذمر عدد من الطالبات وأولياء أمورهن من قدم المبنى.