توقع وزير النفط الكويتي محمد البصيري عدم تغيير سقف الإنتاج الحالي لأعضاء منظمة أوبك، في حين استقرت أسعار النفط فوق مستوى 107 دولارات متأثرا بمشاكل أوروبا. وقال البصيري في فيينا أمس "السوق متوازنة حاليا ولا تشكو من نقص أو زيادة مفرطة في الإمدادات ما أدى إلى استقرار الأسعار نسبيا وبقائها فوق مستوى مئة دولار للبرميل." وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الوضع يشيع أجواء إيجابية داخل أوبك وربما يدفع هذا التوازن باتجاه عدم إحداث تغيير في سقف الإنتاج الحالي للمنظمة. لكنه شدد على أن الأمر متروك لمشاورات وتقديرات وزراء نفط المنظمة عندما يجتمعون رسميا غدا لاتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن. ولم يطرأ تغير يذكر على سعر مزيج برنت أمس الذي استقر فوق 107 دولارات إثر هبوطه الجلسة السابقة بفعل مخاوف بشأن الطلب مع قلق المستثمرين من أن يكون اتفاق الزعماء الأوروبيين الأسبوع الماضي غير كاف لاحتواء أزمة الديون. وامتدت المخاوف إلى أسواق المال ونزلت الأسهم الآسيوية وهبط اليورو لأقل مستوى في شهرين وهوى الذهب لأقل مستوى في سبعة أسابيع وانخفض النحاس بعد أن سجل أكبر انخفاض في ثلاثة أسابيع. ويتحرك سعر النفط بفعل الأنباء الخاصة بالأوضاع المالية في أوروبا واجتماع منظمة أوبك غدا الأربعاء ويأتي الدعم من الشكوك بشأن الإمدادات في الشرق الأوسط. ونزل سعر عقود خام برنت ثلاثة سنتات إلى 107.23 دولار للبرميل. وفقد سعر عقود النفط الخام الأميركي ثلاثة سنتات أيضا مسجلا 97.74 دولارا بعد هبوطه 1.64 دولار عند التسوية أول من أمس ليجري تداوله دون 100 دولار لليوم الثالث. وقال توني نونان مدير إدارة المخاطر لدى ميتسوبيشي كورب "الأرجح أن الأسواق ترى أن منطقة اليورو تستغرق وقتا أكثر من اللازم من أجل الوصول لتحرك مشترك ولكن الواقع أيضا أنها لا تستطيع دفع الأمور بوتيرة أسرع بسبب مشاركة عدد كبير من الدول في عملية صنع القرار." وتفاقمت حالة عدم اليقين بعدما أعلنت وكالة موديز أنها ستراجع تصنيفات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في الربع الأول من العام المقبل وقالت منافستها فيتش إن القمة فشلت في إيجاد حل "شامل" لأزمة الدين. ويترقب مستثمرو النفط اجتماع أوبك اليوم وتستهدف المنظمة التوصل إلى اتفاق على سقف جديد للإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا لرأب الصدع الناجم عن فشلها في التوصل لاتفاق في اجتماعها السابق في يونيو. وتتطلع المنظمة في اجتماعها للاتفاق على سياسة ذات مصداقية لعام قد يؤدي ضعف الاقتصاد العالمي فيه إلى انهيار الطلب على الوقود وتهاوي أسعار النفط من مستوياتها الحالية فوق 107 دولارات للبرميل. وقال شكيب خليل وزير النفط السابق بالجزائر "أعتقد أن عليهم الاتفاق هذه المرة لأنهم يحتاجون للظهور بمصداقية."