أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أمس ان المجلس مستعد للصفح عن المقاتلين الذين قاتلوا إلى جانب معمر القذافي خلال الثورة في ليبيا. وقال "نحن قادرون على الصفح والمغفرة، نحن قادرون على استيعاب إخواننا الذين قاتلوا الثوار، وقادرون كذلك على استيعاب كل أولئك الذين ارتكبوا فعلاً أو قولاً ضد هذه الثورة". وأضاف أن "الصفح والمغفرة من التعاليم التي يوصي بها الإسلام". وكان عبد الجليل يتحدث في مؤتمر في طرابلس حول العدالة والمصالحة هو الأول من نوعه منذ أعلن المجلس الوطني في 23 أكتوبر تحرير كامل الأراضي الليبية. وأعلن عبد الجليل أن المجلس سينشر قريباً قانونين مهمين أصدرهما مؤخراً فيما يتعلق بالمصلحة الوطنية، أولهما قانون اعتماد الإجراءات الخاصة بالعدالة الانتقالية، والثاني قانون العفو العام الذي يعفو عن كل الجرائم. وتابع "إن أهم شروط العفو فيما يتعلق بالمال والنفس والعرض وأيضاً بالمال العام هو المصالحة مع أهل ولي الدم أو صاحب الشأن أو رد المال العام. وقال إن "ليبيا أكبر من الجميع" وأن "أبناءها في هذه المرحلة هم متحابون ومتعاونون". ومن جهته قال رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب أن المصالحة الوطنية يجب ألا تستثني أحداً من الليبيين، "فهي عمل جريء وشجاع يريد أن يفتح الحوار مع الجميع لتجاوز الماضي". وقال في كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إننا نحذر من "تسييس" المصالحة بحيث تصبح أداة لعزل أو تهميش أو إقصاء قبيلة أو منطقة أو عائلة بعينها ومن التفريق بين المجرمين والقادة الكبار من جهة وبين التابعين من جهة أخرى. وأوضح أن من مهام الهيئة الوطنية للإنصاف والمصالحة أن تقوم بإعداد التصورات والبرامج والآليات للاستماع إلى شهادات الضحايا وعائلاتهم وعلى تسوية ملفات التعويض عن الضرر وجبر الضرر الاجتماعي وإعادة الاندماج وتأهيل المناطق والجهات التي عانت من التهميش والإقصاء.