أعرب المجلس الانتقالي الليبي أمس السبت عن استعداده للصفح عن المقاتلين الذين قاتلوا إلى جانب معمر القذافي خلال الثورة في ليبيا, حسبما ذكر رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل. وقال عبد الجليل خلال مؤتمر في طرابلس حول العدالة والمصالحة «نحن قادرون على الصفح والمغفرة، نحن قادرون على استيعاب إخواننا الذين قاتلوا الثوار، وقادرون كذلك على استيعاب كل أولئك الذين ارتكبوا فعلا أو قولا ضد هذه الثورة». وأضاف أن «الصفح والمغفرة من التعاليم التي يوصي بها الإسلام». من جهته أكد رئيس الوزراء الليبي عبدالرحيم الكيب خلال المؤتمر الأول للمصالحة الوطنية، أن المصالحة يجب ألا تستثني أحدا من الليبيين، «فهي عمل جريء وشجاع يريد أن يفتح الحوار مع الجميع لتجاوز الماضي». وقال الكيب، إننا نحذر من «تسييس» المصالحة بحيث تصبح أداة لعزل أو تهميش أو إقصاء قبيلة أو منطقة أو عائلة بعينها ومن التفريق بين المجرمين والقادة الكبار من جهة وبين التابعين من جهة أخرى. وأوضح أن من مهام الهيئة الوطنية للإنصاف والمصالحة أن تقوم بإعداد التصورات والبرامج والآليات للاستماع إلى شهادات الضحايا وعائلتهم وعلى تسوية ملفات التعويض عن الضرر وجبر الضرر الاجتماعي وإعادة الاندماج وتأهيل المناطق والجهات التي عانت من التهميش والإقصاء. وشارك في المؤتمر مندوبون عن أبرز القبائل والمجموعات القومية ومندوبون عن قطر وتونس. واندلعت الثورة ضد نظام العقيد معمر القذافي في منتصف فبراير وسرعان ما تحولت حربا أهلية بين قوات الزعيم الليبي السابق والثوار الذين حصلوا منذ نهاية مارس على دعم حلف شمال الأطلسي. وتحت ضغط الشارع، سينصرف المسؤولون الليبيون الجدد إلى المهمة الشائكة لحل الميليشيات المسلحة للثوار السابقين الذين يفرضون سيطرتهم على البلاد منذ سقوط نظام القذافي في أغسطس.