قلت للدكتور محمد العريفي أنت تنافس الدكتور عايض القرني؟! قال: ماذا تقصد؟ قلت : أنت كتبت على غلاف كتابك (علامات الساعة) طبع من هذا الكتاب نصف مليون نسخة، وأنت تعرف حجم مبيعات كتاب(لا تحزن) للدكتور عايض القرني؟! قال: لست أنا من كتبها.. الناشر هو من كتبها. قلت: ولكنها وافقت هوى في نفسك لمنافسة الدكتور عايض القرني على الكتاب الأكثر توزيعا؟ لا والله.. لم أفكر في ذلك أبدا. الدكتور "محمد بن عبد الرحمن العريفي" ينتمي إلى قبيلة بني خالد، ويعد أحد أشهر الدعاة اليوم في العالم الإسلامي.. وعلى الرغم من كونه قد حصل على جميع شهاداته العلمية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، إلا أنه يعمل أكاديمياً في جامعة الملك سعود منذ عشرين عاماً، يتهمه كثيرون بأنه أحد الباحثين عن الشهرة، فيما يصنفه آخرون على أنه أكثر الدعاة إثارة للجدل من خلال تصريحاته وخطبه على المنبر حيث يعمل خطيبا لجامع البواردي. قلت له: هل كنت تبحث عن المال حينما تركت قطر واتجهت لتلفزيون دبي؟ أبداً.. غير صحيح.. كانت هناك اتصالات قديمة بيني وبين قناة دبي.. تقريباً منذ خمس سنوات، وعرضوا عليّ تقديم برنامج أسبوعي، فاعتذرت لارتباطي مع تلفزيون قطر. قاطعته: لكنك اليوم تركت تلفزيون قطر واتجهت إلى تلفزيون دبي، هل أصبحت تبحث عن المال؟ ضحك وقال: نفس العرض بالضبط. راوغته مجدداً: تشد الرحال لدبي والدوحة والتلفزيون السعودي بقنواته إلى جوارك؟! هذا السؤال يوجه للتلفزيون السعودي. ماذا تقصد؟ هل أنت ممنوع من الظهور؟ أظن أنني لست ممنوعاً، تمت استضافتي في قناة الإخبارية قبل سنتين. قلت له: يقال إنه لم يكن هناك توافق بينك وبين الدكتور فؤاد الفارسي وزير الإعلام الأسبق وربما هذا هو السبب؟ خرجت في التلفزيون زمن الوزير الفارسي على هامش أحداث حي إشبيلية، حيث تحدثت كغيري، لكن يبدو أن حديثي لم يعجب الوزير حينها، فاتصل وأوقف الحلقة.! هل استفسرت عن السبب؟ حاولت الاستفسار، قبل أن أغادر الأستوديو طلبت من الأخ سليمان العيدي أن يتصل بالوزير للاستفسار عن السبب الذي دعاه لإيقاف الحلقة. اتصل به الأخ سليمان، لكن يبدو أن الوزير رفض محادثتي، وهذا عرفته من تعابير وجه العيدي، الذي أغلق السماعة، فغادرت الأستوديو! من أشهر القضايا التي أثارت لغطاً واسعاً العام الماضي ما سبق أن أطلقه الشيخ محمد العريفي في برنامجه التلفزيوني "ضع بصمتك" أن الحلقة المقبلة سيتم تسجيلها في القدس، سألته: هل ندمت؟! فقال: أعترف لك لو كنت أعلم أنها ستحدث هذه الضجة لما قلت ما قلت! تعرضت لهجوم كبير من الصحافة المحلية؟ سمعت ذلك. ألا تقرأ الصحافة السعودية؟! لا أقرأها إلا في الطائرة! إذن كيف عرفت بالهجوم عليك؟! هناك بعض الإخوة تولوا متابعة ما نشر عني، وقد جمعوا أكثر من سبعين مقالاً، لكنني لم أقرأ سوى أربعة مقالات، لأنها هي التي تستحق. والبقية؟! كلها استهزاء وسخرية، تخيل هناك من ترك الموضوع وذهب يتهمني بأنني أعمل "سشوار" للحيتي، وغير ذلك. كنت تبحث عن مزيد من الشهرة؟. الشهرة أصبحت مزعجة جداً، لم أعد أستطيع الخروج بسهولة، أصبحت حركتي محدودة، أصبحت أتحاشى الأماكن العامة! في مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت يتصدر العريفي قائمة السعوديين الأكثر متابعة، سألته: دعنا نتحدث بصراحة هل يعنيك هذا؟ وقبل أن أعطيه الفرصة للإجابة أردفت قائلا: لا تنس يا شيخ فنحن بشر في النهاية! أتفق معك تماماً نحن بشر في النهاية، حينما أدخل للمسجد وأجد الذين سيستمعون للخطبة ستين شخصاً، يختلف حينما أجد ست مئة، واليوم أعتبر أكثر سعودي تتم متابعته في تويتر، وفي فيس بوك أيضاً هناك صفحتان واحدة لي والأخرى لبرنامجي وهما الأعلى أيضاً بفضل الله.. هل أنت سعيد بذلك شيخ محمد؟ سأقول لك شيئاً أخي صالح، قدوتنا عليه أفضل الصلاة والسلام يقول في الحديث:"ورأيت سواداً كثيراً يسد الأفق فرجوت أن تكون أمتي"، أفلا تريدني وأنا بشر في النهاية، أن أفرح بهذا العدد الكبير! يقال إنك أوكلت المهمة لغيرك للرد على الناس؟ غير صحيح أبداً، تستطيع أن تكتشف ذلك بسهولة، أحياناً لا أرد بحكم سفري. قرأت في أحد كتبك أنك تمنع النقل أو إعادة النسخ إلا بإذن من الناشر، وتهدد بملاحقة من يفعل ذلك، هل الهدف مادي بحت؟! الأمر أبعد من المال، فوجئت في بعض الدول أن هناك مؤلفات تحمل اسمي كلها لا أعلم عنها شيئاً، فرغت من خطب في الإنترنت أو غيرها، وأنت تعرف أن الأمر بحاجة إلى مراجعة، فضلاً عن أن هناك خطباً عن قضايا معينة طبعها بعضهم وأصدرها على شكل كتب، وهذا مرفوض من الناحية العلمية. انتهى لقائي مع الشيخ الدكتور محمد العريفي، والمؤكد أنني كنت مع شخصية شهيرة بالفعل، كثيرون قطعوا حديثي معه للسلام عليه، والمؤكد أكثر أن ثمة آراء كثيرة مثيرة للجدل ما تزال في جعبته، ربما لم يأت الوقت المناسب لإطلاقها.. أقول ربما!