أعيدت هيكلة إدارة الصيانة بتعليم المدينةالمنورة بعد أن اكتشفت لجنة التفتيش، المشكلة بناء على توجيهات إمارة المنطقة الشهر الماضي، تدني إدراة الصيانة وتفشى المجاملات وعشوائية تنظيم العمل الإداري بها مما تسبب في تردي مستوى الصيانة بمدارس المنطقة وعدم تجاوبها مع 775 بلاغا خلال ثلاثة أشهر. فيما اكتشفت اللجنة عدم جدية المقاولين المتعاقدين بعقود مع الإدارة لصيانة المدارس، لعدم التزامهم بتوفيرالعمالة الكافية لتنفيذ تلك العقود دون اتخاذ قرار بحقهم رغم مخالفة العقود المبرمة، حيث إن إحدى الشركات وفرت 13 عاملا من أصل 129 عاملا. وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن لجنة مشكلة من الإدارة العامة للتربية توصلت خلال تحقيقاتها مطلع الشهر الماضي مع المسؤولين في قسم الصيانة بالإدارة، إلى تردي مستوى الصيانة في مدارس المنطقة من خلال عدم تجاوبه مع 775 بلاغا تلقاها من قبل مديري ومديرات المدارس في المنطقة، إضافة إلى ما يعاني منه القسم من حالة تخبط وارتباك في التنظيم الإداري والعشوائية في تنفيذ الأعمال والمهام الموكلة إليه. وتشير المعلومات إلى أن مدير عام التربية الدكتور سعود الزهراني تلقى برقية، أخيرا، من إمارة المنطقة عن التحقق حول وجود إهمال بأعمال الصيانة بشكل عام مما ترتب عليه تردي الصيانة بالمباني المدرسية، وإلحاق الضرر بها، و قيام مدير قسم الصيانة بتكليف عدد من الفنيين بأعمال إدارية وإشرافية، يقومون بالعمل نيابة عنه لكثرة انصرافه وإهمال طلبات أعمال الصيانة وخاصة بمدراس البنات، حيث يتجاهل إرسال الفني إلى المدرسة إلا بعد عدة خطابات واتصالات من مديرات المدارس، إضافة إلى عدم كتابة تقارير بعد زيارة الفنيين لكل مدرسة. وكشفت التحقيقات أن مؤسسة " أ " المتعاقدة مع إدراة التعليم والتي يجب أن توفر 24 عاملا لديها عند توقيع العقد، كانت لم توفر في الواقع أي عمال حيث لم تباشر العمل. فيما سجلت مؤسسة "ت.ع" 129 عاملا وعدد العاملة 13 عاملا فقط، ومؤسسة "ع.ص" 42 عاملا وعلى الطبيعة 8 عمال فقط، ومؤسسة "خ.س.أ" 55 و 11 منهم يمارس عمله على الطبيعة، ومؤسسة "ف.ع" 54 عاملا، بينما يباشر على الطبيعة 10 عمال فقط ولم تتخذ إدارة الصيانة أي إجراء رغم مخالفتهم لبنود العقد المبرم معهم حتى الشهر الماضي. وضرب المفتشون مثالا لمعاناة مديرة مدرسة ابتدائية، تضمنت شكواها ضد إدارة الصيانة بعدم تجاوبهم مع خطابتها المتكررة والتي كانت تتمثل في حاجة المدرسة الماسة لصيانة بعض النوافذ لعدم توفر حماية من السقوط والعمل على تغطية فتحة خزان المياه المفتوح حتى الوقت الحالي، وتدني مستوى صيانة دورات المياه وصيانة المكيفات والتي تحتاج إلى تعبئة الفريون والإصلاح. حيث تشير مديرة المدرسة إلى أن قسم الصيانة يعدونها بالهاتف ولا يفعلون شيئا وأنها ترسل خطابات ويرفضون استلامها لتعود مع الحارس على حد قولها . في حين توافق إحدى معلمات المدرسة ما قالته مديرة المدرسة وتقول خلال اتصال مع "الوطن" إن الوضع بالمدرسة ينذر بوقوع كارثة حقيقية في القريب العاجل ما لم يتم تدارك الوضع، حيث إن المبنى حكومي ومنشأ حديثا إلا أن هناك عيبا هندسيا يتمثل في عدم وجود تصريف لمياه الأمطار وكذلك الخزان، حيث يتسرب الماء داخل بعض الفصول مما يؤدي إلى ماس كهربائي. وكشف مسؤول بإدارة التربية - رفض الإفصاح عن اسمه - أن سبب تدني إدارة الصيانة والتي أضرت بالعملية التربوية هو ضعف الرقابة في الأساس والتي من المفترض أن يكون قسم المتابعة بالإدارة يتابع تلك الإشكاليات قبل أن تكبر وتتحول إلى معضلة يصعب حلها. ووضعت "الوطن" تداعيات إدارة الصيانة على طاولة مدير التربية والتعليم بالمدينةالمنورة الدكتور سعود الزهراني بخطاب رسمي السبت الماضي والذي أفاد حسب المتحدث الرسمي للإدارة عمر برناوي أن المعلومات التي تحصلت عليها تتابع باهتمام من قبل الدكتور سعود وطلب مهلة للرد. وفي اليوم التالي أكد أنه يتابع الأمر مع مدير المتابعة ولكن تعثر مقابلته وطلب مهلة إلى نهاية دوام أمس ولكن لم يجب على الاتصالات بعد ذلك كما كررت الصحيفة أمس اتصالاتها بالمسؤولين في الإدارة إلا أنه تعذر ذلك.