لثلاثة أيام على التوالي، تستيقظ الرياض، على أجواء "ربيعيّة" انخفضت فيها درجات الحرارة إلى معدلات متدنّية أجبرت كثيرا من السكان على ارتداء الملابس الشتويّة لمواجهة البرد الذي بدأ "تدريجيا" كما أكده باحث فلكي تحدّث إلى "الوطن"، مشيرا إلى أن الطقس سيتأرجح بين البرودة والدفء الملحوظ، حتى يبدأ البرد فعليّا في الثامن من محرم المقبل. وأنعشت هذه الأجواء نشاط باعة الحطب والفحم الذين يرتادهم كثير من الأسر والشباب في مثل هذه الأجواء، حيث ينظمون رحلات و"كشتات" بريّة ل"شبّة النار"، وممارسة هواية التطعيس فوق الرمال، كما يحدث في متنزه الثمامة البرّي. كما أنعش البرد الذي ضرب العاصمة بشكل مفاجئ ابتداءً من الثلاثاء الماضي نشاط باعة الملابس الشتوية والفراء والخياطين من مختلف الأعمار، لشراء الملابس اللازمة لمواجهة البرد القارس المتوقع أن يصل أوجه خلال الشهرين المقبلين. وقال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق في تصريح إلى "الوطن"، إن المملكة تعيش الآن فترة ولادة فصل الشتاء الفعلي الجاد، إذ إن الشمس ما زالت خلال هذه الأيام تميل باتجاه الجنوب استعداداً لموسم الشتاء البارد، فأشعتها آخذة في الانكسار عن مناطق المملكة، مما يجعل درجة الحرارة تنخفض بالتدريج مع مرور الأيام، إلا أن المقياس اليومي للحرارة متباين جداً. وأضاف أن هذه الفترة تسمى عند الحساب ب"آخر الوسم"، وهي مرحلة التأرجح المناخي، إذ إن درجات الحرارة تنخفض إلى معدلات شتوية، كما هو حاصل الآن، ثم تعقبها أيام ترتفع لمعدلات صيفية، وستظل الأجواء على هذا الحال حتى دخول النجم الثاني من "المربعانية" الذي سيحل يوم الجمعة 8 محرم 1433، وحينئذ يحل البرد الجاد، وهو تاريخ بداية الشتاء الفعلي، فأول المربعانية "وسم" كما يطلق عليه العامة، وفيه تتقلّب الأجواء بشكل مفاجئ، وهو ما يفسّر خوف الصيادين من هذه الفترة. وحذّر الزعّاق من ارتياد الصحاري والبحار دون أخذ الحيطة والحذر من هجمات البرد المباغتة وهطول الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح هوجاء، لافتاً إلى أن المملكة تعيش الآن أواخر موسم الوسم الفلكي، حيث إن "الوسم" يعتبر وسمين "فلكيا وواقعيا"، فالوسم الفلكي سينتهي يوم الجمعة 7 محرم 1433، أما الواقعي ينتهي في 27 محرم 1433.