في الوقت الذي أكد فيه مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله الجداوي أن نتائج اللجنة، التي شكلت بأمر من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، والمكلفة بكشف ملابسات حادث الحريق الذي نشب في مدارس براعم الوطن بجدة أول من أمس، لن تخرج إلا بعد الانتهاء من التحقيق. في حين كشف مصدر في هيئة الرقابة والتحقيق بمنطقة مكةالمكرمة أن تقريرا أعدته مفتشات من الهيئة أكد عدم توفر وسائل السلامة في المدرسة المنكوبة. وأوضح المصدر -رفض ذكر اسمه- أن التقرير الذي رفع لأمير المنطقة أفاد بأن سبب الحريق يعود إلى حدوث تماس كهربائي في كميات كبيرة من الأوراق الممزقة المتروكة داخل مسرح المدرسة في الدور الأرضي، مما أدى إلى اندلاع الحريق بصورة سريعة وداهم الطالبات، لافتا إلى أن الهيئة طلبت في تقريرها بضرورة محاسبة المقصر الذي تسبب في حدوث هذه الكارثة. من جانبه، أكد الجداوي أن إدارته تكشف بشكل سنوي ودوري على المدارس بالتنسيق مع إدارة التربية والتعليم على المباني المدرسية عبر لجنة مشكلة لهذا الغرض، وذلك من خلال التأكد من وسائل السلامة من حيث الإنشاءات ومخارج الطوارئ وأجهزة الإنذار والسعة الاستيعابية للمدرسة وزيادة الأحمال الكهربائية وكشف الأسلاك داخل الممرات وضعف حلقات البوابات. وأضاف، أنه على الرغم من إعادة أوراق ما يقارب من 22 مدرسة من دون الحصول على رخص سلامة، إلا أنها لا تزال تعمل حاليا. إلى ذلك، أفاد مصدر في إدارة الدفاع المدني، تحتفظ "الوطن" باسمه بأن مدرية الدفاع المدني حذرت إدارة تعليم جدة قبل أكثر من ثمانية أشهر، بعد أن كشفت لجانها 24 عيبا إنشائيا وأخرى تتعلق بالكهرباء ووسائل السلامة وضيق الطرق المؤدية للمباني المدرسية الحكومية والأهلية المستأجرة في عدد من الأحياء العشوائية في المحافظة، خلال الكشف الدوري على المدارس في أحياء شرق الخط السريع وبني مالك والروابي وطريق مكة وأحياء كيلو 10 وكيلو 14 وحي المرسلات والحرازات وأحياء جنوبجدة. وأكد أن تقارير الدفاع المدني تضمنت عدم توفر وسائل السلامة العامة وضعف مخارج الطوارئ وعدم عمل أجهزة الإنذار وإغلاق عدد منها، مما يشكل خطرا حقيقيا على أرواح الطالبات والطلاب في هذه المدارس، مما أدى إلى عدم تجديد رخص سلامة المنشأة في بعض المدارس حتى الآن بينما تلافى بعض ملاك المدارس العيوب في مدارسهم. وقال إن مدرية الدفاع المدني طالبت مديري التعليم للبنين والبنات بضرورة متابعتها وتوجيه من يلزم بسرعة إصلاحها، حيث شملت هذه العيوب المراوح غير المثبتة جيدا بالأسقف وكشافات الإنارة غير المثبتة جيدا بالأسقف والأسلاك الكهربائية المكشوفة والتماسات الكهربائية في علب التوزيع ولوحات التوزيع، إضافة إلى عيوب في البوابات الرئيسة تتعلق بلحام مفصلات البوابات الخارجية وانفصال حلق البوابات الخارجية وانفصال حلق الأبواب عن خرسانة أعمدة الأسوار وضعف تثبيت البوابات الخارجية والداخلية. ويضيف المصدر، أن من ضمن العيوب ما يتعلق بالمباني، حيث لوحظ أن لياسة بعض الأسقف على وشك السقوط وكذلك وجود شروخ في المباني وشروخ بخرسانات الأعمدة والميدات والأسقف والكمرات وغيرها من العيوب، إضافة إلى عدم توفر وسائل السلامة فيما يخص انتهاء طفايات الحريق أو عدم وجودها وعدم توفر خراطيم حريق ووجود مضخات حريق لا تعمل وعدم توفر وسائل إنذار عن الحريق في المختبرات والمعامل، مع وجود بوابات طوارئ غير كافية. يشار إلى أن آخر إحصائية أصدرتها إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة كشفت عن أن 45 % من مدارس المحافظة لا تزال مستأجرة ويتجاوز عددها 200 مدرسة في جميع المراحل بين حكومية وأهلية ومعظمها غير صالح للعمل التربوي.