مع اقتراب موعد جلسة مجلس الأمن الدولي المقرر عقدها يوم غد للاستماع إلى تقرير مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال ابن عمر حول تطبيق قرار المجلس رقم 2014 الملزم للرئيس علي عبدالله صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية، ازداد الغموض بشأن آلية التوقيع على المبادرة من حيث الوقت والمكان وهوية الموقعين. وفي وقت يترقب اليمنيون إعلان مجلس الأمن فرض عقوبات على النظام لأول مرة في تاريخه في حال عقدت الجلسة وأعلن فشل التوصل إلى حل، يجري الحديث عن سلسلة من الاجتماعات يجريها المبعوث الأممي بالتنسيق مع سفراء الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي مع مختلف الأطراف في الساحة لإنجاز اتفاق سياسي قبل حلول موعد جلسة مجلس الأمن. وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن ابن عمر وسفراء الاتحاد الأوروبي والسفير الأميركي بصنعاء عقدوا اجتماعاً مطولاً أول من أمس مع رئيس المجلس الوطني محمد سالم باسندوة ورئيس اللقاء المشترك لأحزاب المعارضة ياسين سعيد نعمان وعدد آخر من رموز وقيادات المجلس الوطني الممثل لقوى الثورة الشبابية الشعبية السلمية والجيش، بالإضافة إلى لقاء عقده مساء مع الرئيس صالح في محاولة لإحداث اختراق جدي لتذليل العقبات أمام نقل سلطات وصلاحيات الرئيس إلى نائبه. وترددت معلومات أن اتفاقاً شبه نهائي يقضي بأن يتزامن رحيل الرئيس صالح مع خطوة مشابهة يتخذها قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر، الموالي للثورة الشبابية، على أن يتم تشكيل مجلس مدني لا يشارك فيه أي عسكري. وكان السفير الفرنسي لدى صنعاء فرانك جيليه قد حذر من استهلاك الوقت وعدم التحرك للتوقيع على المبادرة، معتبراً أن مهلة تنفيذ قرار مجلس الأمن بدأت تضيق. وقال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سلطان البركاني أن ساعات أو يومين على أكثر تقدير تفصل بين الأزمة والحل. وتوقعت المصادر أن يؤجل مجلس الأمن جلسته لأسبوع في حال حصل أعضاء المجلس على مؤشرات إيجابية من قبل الأطراف المعنية في الداخل لحل الأزمة. في غضون ذلك وجه الرئيس صالح بإحالة ملف قضية تفجير جامع دار الرئاسة الذي وقع في الثالث من يونيو الماضي واستهدف قادة الدولة بينهم صالح نفسه، إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية. إلى ذلك تواصلت التظاهرات في معظم مناطق اليمن للضغط ضد نظام الرئيس صالح، حيث تظاهر عشرات الآلاف في صنعاء وتعز وذمار وحضرموت وعدن وإب والحديدة ومدن يمنية أخرى. وتعهد شباب الثورة في تعز بتنظيم مسيرة سيراً على الأقدام تنطلق من تعز، مروراً بمحافظتي إب وذمار وصولاً إلى صنعاء تحمل عدة رسائل إلى النظام والمجتمع الدولي تؤكد جدية مطالبتهم برحيل الرئيس صالح ورموز نظامه.