رحبت الولاياتالمتحدة أمس بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة قبل الماضية لإدانة الهجمات الإرهابية ضد المتمتعين بالحماية الدولية الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت بموافقة 106 أعضاء على مشروع القرار السعودي، فيما عارضته تسعة بلدان، وامتنع 40 بلداً عن التصويت. وصوتت الصين ضد القرار، بينما كانت روسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند بين أعضاء مجلس الأمن الذين امتنعوا عن التصويت. وينص القرار على إدانة مؤامرة اغتيال سفير السعودية لدى واشنطن عادل الجبير، ويطالب بإحالة المتهمين في القضية إلى العدالة، كما يدين أعمال الإرهاب لاسيما تلك التي ترتكب ضد الدبلوماسيين. وجاء في القرار أن الجمعية العامة للأمم المتحدة "تشجب المؤامرة الهادفة إلى اغتيال سفير المملكة العربية السعودية في الولاياتالمتحدة"، و"تحض كل الدول على أخذ إجراءات إضافية بما يحول أن يجري على أراضيها تخطيط أو تمويل أعمال إرهابية مشابهة". ودعا القرار إيران إلى "التعاون مع الدول التي تسعى لأن تسوق أمام العدالة كل الذين شاركوا في تخطيط ودعم وتنظيم ومحاولة تنفيذ المؤامرة ضد السفير" السعودي في واشنطن. وطالب القرار أيضاً الدول الأعضاء في الأممالمتحدة ب "عدم إيواء أولئك الذين يخططون أو يمولون أو يدعمون أو ينفذون أعمالاً إرهابية مماثلة". ورفضت الجمعية العامة بأغلبية كبيرة قبيل التصويت، إدخال تعديلات على القرار تقدمت بها طهران. وكان قرار الاتهام الذي وجهه القضاء الأميركي إلى المتهمين الإيرانيين قدم صورة مفصلة وموثقة بالتسجيلات الصوتية لأطراف مؤامرة الاغتيال، بمن فيهم اثنان من قيادات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وجاء في بيان صدر عن المتحدث باسم البيت الأبيض أمس "إن التأييد الواسع الذي وجده القرار يرسل رسالة قوية إلى الحكومة الإيرانية بأن المجتمع الدولي لن يحتمل استهداف الدبلوماسيين"، في إشارة إلى مؤامرة اغتيال الجبير. وأضاف "سنستمر في العمل الوثيق مع حلفائنا وشركائنا في أنحاء العالم لنضمن أن تفهم إيران أن مثل هذه التصرفات المشينة تعمل على تعميق عزلة إيران". كما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "أن استهداف الدبلوماسيين من دولة أخرى لا يمثل تهديداً لتلك الدولة فحسب بل هو تهديد للنظام العالمي". وقالت "أود أن أشكر المملكة على صياغة القرار وحشد التأييد له حيث حظي برعاية ستين دولة من كل مناطق العالم"، ودعت إيران إلى التعاون لتقديم من نظم وخطط لمحاولة الاغتيال للعدالة. وأكدت كلينتون أن قرار الأممالمتحدة يزيد من عزلة النظام الإيراني نتيجة لتحديه للمجتمع الدولي وفشله المتكرر في الوفاء بالتزاماته وفقاً للقانون الدولي. من جانبها، قالت المندوبة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس إن القرار يعكس إدانة المجتمع الدولي "للتفصيلات التي تدعو للاشمئزاز التي كشفت عنها المؤامرة ويؤكد على المبادئ الأساسية لعمل الدبلوماسيين. كان القرار مناسبا وفي مكانه الصحيح". وأضافت "لا يمكننا أن نترك تلك المؤامرة تمضي دون رد. إن الامتناع عن الرد يعني بصورة غير مباشرة الموافقة على أعمال من هذا النوع أو اعتبارها داخل نطاق الأعراف الدولية". وهنأت رايس المملكة على النجاح الكبير في الأممالمتحدة، معربة عن شكرها لأعضاء الأممالمتحدة على دعمهم لمبدأ حماية الدبلوماسيين، ومشيرة إلى عدم معارضة أي دولة إسلامية للقرار. وفي السياق، صرح مسؤول أميركي كبير أمس أن إيران تواجه حالياً عزلة "غير مسبوقة"، بعدما أدانت هيئتان دوليتان برنامجها النووي وتورطها في مؤامرة الجبير. وقال مستشار الأمن القومي توم دونيلون على هامش قمة آسيا بإندونيسيا "إنهم يرون أنفسهم معزولين تماما". وأوضحت البعثة السعودية الدائمة لدى منظمة الأممالمتحدة في بيان صدر الليلة قبل الماضية أن القرار حظي برعاية 60 دولة لدى تقديمه للجمعية العامة. وأكدت أن المجتمع الدولي يجب أن يتخذ دائماً مواقف واضحة وقوية ضد انتهاكات القانون الدولي وقرارات منظمة الأممالمتحدة . ونوهت بالاتفاق الذي تم توقيعه بين المملكة والأممالمتحدة في سبتمبر الماضي لتأسيس "مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب" بدعم من المملكة العربية السعودية لتعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره. وكان السفير السعودي في الأممالمتحدة عبد الله المعلمي شرح قبيل التصويت على مشروع القرار، حيثياته وأهدافه. وقال إن "بلادي لا تسعى إلى إهانة إيران أو أي بلد آخر في العالم"، مضيفا "لقد جئت لأقول كفى يعني كفى! كفى إرهاباً، كفى مؤامرات، كفى اغتيالات". وكان السفير الإيراني محمد خزاعي دعا من جهته إلى التصويت ضد مشروع القرار، مؤكداً أنه يستند إلى "إدعاء من دولة لديها تاريخ طويل من العداء لبلدي"، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وربط خزاعي بين المؤامرة والمشروع النووي الإيراني.