ادانت الجمعية العامة للامم المتحدة مساء امس الأول، مؤامرة لاغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة والتي انحت واشنطن باللائمة فيها على عملاء ايرانيين وحثت ايران على الالتزام بالقانون الدولي. وكانت المملكة تقدمت بمشروع قرار يدين الهجمات الإرهابية ضد المتمتعين بالحماية الدولية وهو ما حظي برعاية ستين دولة، وتمت الموافقة عليه بأغلبية 106 من الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة. واعلنت السلطات الامريكية الشهر الماضي انها اكتشفت مؤامرة من قبل ايرانيين اثنين لهما صلة بوكالات امن ايرانية لاستئجار قاتل محترف لقتل السفير السعودي عادل الجبير. واعتقل احدهما واسمه منصور اربابسيار في سبتمبر. اما الاخر غلام شاكوري فمازال هاربا وقال مسؤولون امريكيون انه عضو في الحرس الثوري الايراني ولكن ايران تقول انه عضو في جماعة متمردة مناهضة لطهران. وقال القرار الذي صاغته السعودية ان الجمعية المؤلفة من 193 دولة «تأسف بشدة لمؤامرة اغتيال سفير المملكة السعودية في الولاياتالمتحدةالامريكية». وفي تقديمه للقرار قال سفير السعودية بالامم المتحدة عبد الله المعلمي»كفى» للهجمات على الدبلوماسيين، ولكنه اضاف ان الرياض «لا تسعى لاهانة ايران او اي دولة اخرى». وقال ان العدالة تقضي باعطاء ايران الفرصة كاملة لتبرئة نفسها واثبات براءتها اذا لم تكن ضالعة في هذه المؤامرة. من جهتها، هنأت مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية الدائمة لدى منظمة الأممالمتحدة سوزان رايس المملكة على النجاح الكبير في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أقرت بأغلبية ساحقة على قرار إدانة الهجمات الإرهابية ضد المتمتعين بالحماية الدولية وأعربت عن شكرها لأعضاء الأممالمتحدة على دعمهم لمبدأ حماية الدبلوماسيين. وأوضحت رايس أنه لم تقم أي دولة إسلامية بمعارضة القرار الذي قدمته المملكة. بدوره عبر مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله يحيى المعلمي عن امتنانه لموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على مشروع القرار بأغلبية كبيرة. ووصف المعلمي الموافقة على القرار بأنها رسالة واضحة إلى العالم ضد سلوك غير مقبول، كما وصف نتيجة التصويت على القرار بأنها نتيجة غير عادية. وأمس، رحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم، بالتصويت القوي الذي تم في الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء امس لإدانة الهجمات الإرهابية ضد المتمتعين بالحماية الدولية الذي تقدمت به المملكة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض اليوم إن التأييد الواسع الذي وجده القرار الذي حظي برعاية الدول الأعضاء في الأممالمتحدة من أنحاء العالم إنما يرسل رسالة قوية إلى الحكومة الإيرانية بأن المجتمع الدولي لن يحتمل استهداف الدبلوماسيين، في إشارة إلى مؤامرة اغتيال سفير المملكة لدى الولاياتالمتحدة. وأضاف: إننا سنستمر في العمل الوثيق مع حلفائنا وشركائنا في أنحاء العالم لنضمن أن تفهم إيران أن مثل هذه التصرفات المشينة تعمل على تعميق عزلة إيران. بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في بيان صحافي «أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أرسلت رسالة قوية إلى النظام الإيراني مفادها أن المجتمع الدولي لن يحتمل الاعتداء على الدبلوماسيين». وأضاف البيان «إن استهداف الدبلوماسيين من دولة أخرى لا يمثل تهديدًا لتلك الدولة فحسب بل هو تهديد للنظام العالمي». وقالت كلينتون: «أود أن أشكر المملكة العربية السعودية على صياغة القرار وحشد التأييد له حيث حظي برعاية ستين دولة من كل مناطق العالم». وأضافت أن القرار يدين مؤامرة الاغتيال ويدعو إيران إلى الانصياع لالتزاماتها وفق القانون الدولي. ودعت كلينتون إيران إلى التعاون لتقديم من نظم وخطط لمحاولة الاغتيال للعدالة. وأكد البيان أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يزيد من عزلة النظام الإيراني نتيجة لتحديه للمجتمع الدولي وفشله المتكرر في الوفاء بالتزاماته وفقًا للقانون الدولي حيث أوضحت الأممالمتحدة أن صبرها آخذٌ في النفاد من الوعود الفارغة والتصرفات الخطيرة والتهديدات المستمرة.