نيويورك - ا ف ب - طلبت الجمعية العامة للامم المتحدة الجمعة من ايران التعاون في التحقيق في المؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، التي اعلنت الولاياتالمتحدة انها كشفتها. ورأى السفيران الايراني والاميركي في الاممالمتحدة ان النص الذي اقر في الجمعية العامة التي تضم 193 بلدا مرتبط بالتوتر بشأن البرنامج النووي الايراني. وتم تبني القرار بتأييد 106 دول ومعارضة تسع دول وامتناع اربعين دولة عن التصويت. وتتهم واشنطنايران بتدبير المخطط بينما تنفي طهران بشدة اي علاقة لها بالامر. وقالت الجمعية العامة انها تشعر "بقلق عميق" من هذه المؤامرة المفترضة. ودعا القرار ايران الى "الالتزام بكل واجباتها بموجب القانون الدولي"، و"التعاون مع الدول التي تسعى لان تسوق امام العدالة كل الذين شاركوا في تخطيط ودعم وتنظيم ومحاولة تنفيذ المؤامرة ضد السفير" السعودي في واشنطن. ولم تتهم السعودية ايران مباشرة. فقد صرح سفير المملكة في المنظمة الدولية عبد الله المعلمي ان طهران "متورطة حسب اعترافات المتهم الرئيسي في القضية". واضاف ان "العدل يتطلب منا اعطاء فرصة كاملة للجمهورية الاسلامية لتثبت براءتها من التورط في هذه المؤامرة". وكان المعلمي اوضح قبيل التصويت على مشروع القرار حيثياته واهدافه. وقال ان "بلادي لا تسعى الى اهانة ايران او اي بلد آخر في العالم". واضاف "جئت لاقول كفى يعني كفى! كفى ارهابا، كفى مؤامرات، كفى اغتيالات". من جهته، قال السفير الايراني في الاممالمتحدة محمد خزاعي ان القرار "عملية تضليل" اذ انه لم تتم ادانة احد في القضاء بتدبير مؤامرة. واضاف انه "ادعاء لا اساس له من دولة لديها تاريخ طويل من العداء لبلدي"، في اشارة الى الولاياتالمتحدة. واضاف خزاعي انه في حال اقر مشروع القرار فان "ذلك سيكون لعبة في غاية الخطورة تنسف مصداقية هذه الجمعية المهمة (...) وتثير توترا في العلاقات الدولية". من جهتها، قالت سفيرة الولاياتالمتحدة في المنظمة الدولية سوزان رايس "لا نستيطع ان نترك هذه المؤامرة تمر بدون محاسبة. فهذا سيعني ان افعالا كهذه هي بحدود السلوك المقبول لتسوية النزاعات الدولية". ونص القرار الذي اتخذته الجمعية العامة على ان الجمعية العامة للامم المتحدة "تشجب المؤامرة الهادفة الى اغتيال سفير السعودية في الولاياتالمتحدة" و"تحض كل الدول على اتخاذ اجراءات اضافية بما يحول دون ان يجري على اراضيها تخطيط او تمويل اعمال ارهابية مشابهة". ودعا القرار الدول الاعضاء في الاممالمتحدة "الى عدم ايواء الذين يخططون او يمولون او يدعمون او ينفذون اعمالا ارهابية مماثلة". ودفع منصور ارباب سير المتهم الرئيسي في المخطط الذي تتهم واشنطنايران بالوقوف وراءه، ببراءته امام محكمة فدرالية في نيويورك. وصوتت الصين ضد القرار بينما امتنعت روسيا والبرازيل وجنوب افريقيا عن التصويت لمصلحته. وجاء قرار الجمعية العامة بعد ساعات على تصويت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا على قرار يدين ايران بسبب برنامجها النووي. وقالت رايس بعد صدور قرار الجمعية العامة ان "عزلة ايران في تزايد في هذه الهيئة التابعة للامم المتحدة في نيويورك واليوم في فيينا ايضا". واضافت "اعتقد ان هذا مؤشر على تزايد الاستياء من سلوكهم بما في ذلك دعمهم للارهاب ومواصلتهم برنامجهم للاسلحة النووية وانتهاكهم لحقوق الانسان". ورأى السفير الايراني من جهته ان الجمعية العامة والوكالة الدولية للطاقة الذرية مترابطتان. وقال عن القرار "اعتقد انه منذ تقريرها الاخير، لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اثبات شىء لذلك ارادوا ايجاد طريقة اخرى لاتهام ايران". ورحب البيت الابيض بالتأييد الكبير الذي حصل عليه القرار، معتبرا ان موافقة هذا الكم الكبير من الدول عليه "يبعث برسالة قوية الى الحكومة الايرانية مفادها ان المجتمع الدولي لا يتساهل ابدا مع استهداف دبلوماسيين". واضاف المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان "نحن نواصل العمل بشكل وثيق مع حلفائنا وشركائنا في العالم اجمع لكي تدرك ايران ان اعمالا مشينة الى هذه الدرجة لا تؤدي الا الى زيادة عزلتها". من جهتها، قالت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان موافقة الجمعية العامة على "القرار المقدم من السعودية بهذه الاغلبية الكبيرة من الدول الاعضاء يعد تأكيدا لمواقف المملكة في مكافحة الارهاب وادانة الجهات التي ترعى الارهاب".