تصورورا الحُلُم الذي طال انتظاره نصف قرنٍ من الزمان,وحجزت أرضيته وسلم صكها للوزارة قبل ثلاثين عاما للإنتفاع بها لعل وعسى يشيد بها مستشفى , ومع نظام المحافظات كانت المفارقة أن محافظة في بلد الخير والنماء لايوجد بها مستشفى وجاء الخيرووضع حجر الأساس من قبل سمو أمير المنطقة عام 1426ه ,وبحضور معالي وزير الصحة السابق وبعد ذلك نُصِبَت لوحة بدء بنائه وكُتتِبَ "مدة التنفيذ" وتجاوزت المدة المقررة أربع سنوات , وعمت البُشرى أن رؤي افتتاحة بعد طول انتظار وصل لحد اليأس وكان أن تم البت بافتتاحه " لذر الرماد بالعيون ", ولتهشم الأقلام التي كتبت وكتبت , ولتخرس الألسن التي تمنت و ضجت وصاحت حتى بُحُت الحناجر , والمسؤلون بصحة جازان ما بين مبرر , مكابر , ومنافح : لا كوادر لتشغيله , ثم لاشركة صيانة موثوقة تم تأمينُها. واقتربت ساعة الصفر وإذ بعيوب تُكتشف في المبنى و بخلل في خزان المياه العلوي. ويصدر قرار تعيين مدير للمستشفى وتوافد الموظفون الإداريون وقبعوا يداومون بمستشفىً خاوٍ إلا من سيارات الموظفين , وبعض العمال الذين ينظفون مداخله ومكاتب الموظفين. وحانت ساعة الفرج وفُتحت المستشفى وبدأ قسم الطوارئ يؤدي ماعليه بكل جهدٍ وفق ما توفر له من الامكانيات المتواضعة وشهادة حقٍ أنهم يبذلون قصارى جَهدهم ويحاولون تقديم الأفضل ومن الإنصاف أن يٌشادَ بهم , أطباء وطبيبات ,ممرضين وممرضات , وفنيين وإداريين. لكن لم تكتمل الفرحة , ولم تعدِل مابُذِلَ من صبر مواطني المحافظة , عياداتٍ خارجية غير مكتملة عيادة الأسنان يتم تعويض نواقصها من مستشفى أبي عريش , لا تجرى فيها عمليات جراحية بسيطة, أحد المواطنين ذات مساء أخذ مريضه لطوارئ أبي عريش فطلب موظف الاستقبال هوية مريضه ليسجل بياناته فابتسم الموظف وسأل المواطن لماذا تتحمل عناء الطريق ولديكم مستشفى فرد عليه :"والله نسيت تعودنا على مستشفاكم" - ثم استدرك -لكنهم سيسعفوننا بمسكنات ويحيلوننا لمستشفاكم فهم معذورون لاجريرة عليهم ولاعتب - فالجود من الموجود , فاختصرت الوقت وخَفيت نحوكم, فابتسم موظف الاستقبال وأحال المريض للعلاج . قدمت مريضة صباح اليوم الأربعاء لمستشفى ضمد "العام" مع تحفظي على "عام" تشكو من ضيق في التنتفس أحيلت مع سيارة إسعاف لمستشفى الصدرية فاعتذر لعدم وجود أسرة , أُجريت الاتصالات بمستشفى أبو عريش , صبيا , الملك فهد الجواب لاأسرة... ممرضتان ومستخدمة وسائق الاسعاف والمريضة وزوجها من ساعات الصباح الأولى إلى صلاة العصر وهم يترقبون حال المريضة وقناع الأكسجين ملازمها _ وأخيراً جاءت النجدة من مستشفى صامطة العام و تم تنويمها بعد صلاة المغرب حيث استقبلها المستشفى وبخدمة مميزة من قسم الطوارئ وموظفي الاستقبال , حيث تم تنويمها بقسم العناية الفائقة. خف الأهل للبحث فمنهم من ذهب لصبيا ومنهم من ذهب لأبي عريش ومنهم لمستشفى الصدرية وأخيراً وبعد يوم عصيب , ولحظات إنشغال قاسية ؛ اهتدى القوم بأن مريضتهم بحفظ الله ورعايته ثم باهتمام النشامى من إخوتنا بمستشفى صامطة قررنا أن ننعي مستشفى ضمد إنه يحتضر في مهده. لانحمل إدارة المستشفى ولا أطباءه أوممرضيه أوممرضاته أوفنييه أي مسؤولية نطرح هذا الموضوع لنرى من يتحمل هذه المسؤولية بافتتاح مستشفى "خديج" - غير مكتمل النمو اسمه يتربع على واجهته " مستشفى ضمد العام" بينما هو عبارة عن غرفتي طوارئ ومستوصف به عيادات للكشف والاحالة لمستشفيات أخرى, أهكذا يصعق حُلُمُنا وتغتال أمانينا وتسفه طموحاتنا ؟, أهكذا نؤكد الإمعان في إذلال المواطن وبنفس الوقت نطالبه بالصبر , كان من الأفضل الايُفتتح وهو لما يشب على الطوق, لقد ولد مستشفى ضمد "خديجا" لكنه الآن يحتضر , نؤكد ذلك فالمريضة القادمة من مسافة تقارب مئة كيلومتر لاتزال بالمستشفى العام بصامطة وأهلُها يتنقلون هذه المسافة الطويلة والشاقة - من المسؤول وهل من حلٍ لهذه المهزلة؟ مستشفى مع وقف التنفيذ!!! لعل لدى صحة جازان أو وزارة الصحة عنايه فائقة لإنعاش مستشفى ضمد غير العام - لعل وعسى يكتمل نموه. 1