تواصلت أمس الأربعاء ردود الأفعال تجاه تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي أبدت فيه مخاوف جدية من إمكان وجود بعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون إن التقرير يزيد بشكل خطير من مخاوف الأسرة الدولية حول الطبيعة الحقيقية لهذا البرنامج، فيما دعت فرنسا إلى فرض عقوبات «قاسية» و«غير مسبوقة» على إيران. وفيما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التعليق على التقرير، واكتفى مسؤول في مكتب نتانياهو بالقول «ندرس التقرير». دعت الصين إيران إلى ابداء ليونة وصدق في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعلى الجانب الآخر، اعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس ان بلاده لن تتراجع قيد انملة بشان برنامجها النووي، فيما توعد مساعد قائد اركان القوات الإيرانية الجنرال مسعود جزايري بتدمير إسرائيل في حال هاجمت منشآت إيران النووية. إلى ذلك، أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت نقل مواد نووية إلى منشأة تحت الأرض لممارسة أنشطة نووية حساسة. وأشار التقرير ايضا إلى أن إيران واصلت تخزين كميات من اليورانيوم منخفض التخصيب، وقالت مؤسسة بحثية أمريكية بارزة إن لديها ما يكفي من هذه المادة لإنتاج أربعة أسلحة نووية اذا تمت تنقيتها لدرجة أعلى. ووردت معلومات أن إيران نقلت الشهر الماضي «اسطوانة كبيرة» تحتوي على يورانيوم منخفض التخصيب إلى موقع فوردو تحت الأرض ضمن أشمل تقارير الوكالة التابعة للأمم المتحدة حتى الآن يشير إلى أبعاد عسكرية لبرنامج طهران النووي. وكان أهم ما توصل اليه تقرير الوكالة الذي سرب الثلاثاء هو أن إيران عملت فيما يبدو على تصميم رأس حربي نووي وأن الأبحاث السرية المرتبطة بالتسلح قد تستمر. وكانت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون قالت ان «تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجديد يزيد بشكل خطير من المخاوف الحالية بشان طبيعة البرنامج النووي الإيراني اذ يشدد بصورة خاصة على المعلومات الموثقة التي بحوزة وكالة الطاقة الذرية عن ابعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني». وتابعت المتحدثة ان الاتحاد الأوروبي سيعمل مع شركائه لاعداد الرد المناسب على نشر هذا التقرير. من جهتها، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه لاذاعة فرنسا الدولية «نحن مصممون على التحرك ولا بد ان يدين مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصرفات إيران وقد باتت احالة الملف إلى مجلس الامن ضرورية». واوضح ان فرنسا مستعدة مع من يريد ذلك، ان تذهب إلى ابعد ما يمكن في تشديد العقوبات لحمل إيران على الرضوخ. واكد أنه اذا رفضت إيران الالتزام بمطالب الاسرة الدولية ورفضت اي تعاون جدي، فاننا مستعدون مع جميع الدول التي ستحذو حذونا لاقرار عقوبات ذات حجم غير مسبوق. وقال لاذاعة فرنسا الدولية «لا بد من عقوبات قاسية تمنع إيران من الاستمرار في الحصول على موارد تمكنها من مواصلة نشاطاتها وانتهاك كل القوانين الدولية». على الصعيد الإيراني، توعد مساعد قائد اركان القوات الإيرانية الجنرال مسعود جزايري الاربعاء «بتدمير» إسرائيل في حال هاجمت منشآت إيران النووية. وصرح لقناة تلفزيونية ان «محطة ديمونا النووية الإسرائيلية هي اسهل موقع قد نستهدفه وما زالت لدينا المزيد من القدرات، واذا حصل ادنى تحرك إسرائيلي ضد إيران فاننا سنشهد تدميره». واضاف ان «ردنا على هجوم لن يقتصر على الشرق الاوسط بل لدينا مخططات جاهزة للتحرك» دون مزيد من التوضيحات.