قال الشاعر طلال الطويرقي: إن القصيدة تخضع دائما لعملية ولادة متعسرة، لذلك أحسسنا بمشاعر الأنثى من خلالها، وإذا كان لا يمكنها التنبؤ بموعد ولادة الجنين، فالقصيدة كذلك ليس لها وقت محدد للكتابة، وأضاف: أنا إنسان ضمن مجتمع، لذلك من خلال ذاتيتي أعبر عن مجتمع وهموم إنسانية مشتركة في الحزن والألم، وكل من يسمع يجب أن يتأثر بها، ولا يمكن اعتبارها ذاتية ما دام هناك من يشارك في هذه المشاعر. جاء ذلك في تعليق الطويرقي على بعض المداخلات على الأمسية الشعرية التي أحياها في نادي أبها الأدبي الاثنين المنصرم بالاشتراك مع الشاعرة نادية البوشي. وقد بدأت الأمسية بتقديم الشاعرين من خلال مدير الأمسية أحمد الصغير، ثم ألقت البوشي عددا من قصائدها، منها قصيدة "بوح"، ثم "فداك الجرح لن أشكو"، و"في عاتيات القيود" و"ضجر"، و"ربما أضغاث" و"بريق الرماد"، و"قراءة في فنجان القلب" و"صمت"، و"مخاض"، و"غيث الأمل"، و"شهقة روح"، و"أرجوحة قلب"، ثم ألقى الطويرقي عددا من النصوص منها: "سؤال"، و"مساؤها العذب"، و"غائب في اشتعال الكلام"، و"نقطتان رأسيتان"، و"ملوحة عالية"، و"طلق"، و"ولادة"، و"أعمق من وجه"، و"مرحلة الأزرق"، و"بياض". عقب ذلك بدأت المداخلات بالدكتور قاسم الألمعي (من جامعة الملك خالد) الذي أثنى على الأمسية وقال: إن البوشي حملت بعدا إنسانيا من خلال الفكرة والتحليق بالخيال، وبالنسبة للشاعر طلال الطويرقي ففيه إبداع، ولكن نتمنى أن يتجاوز البوح الوجداني والذاتية وينطلق للوطن والإنسانية. وتساءلت مداخلة أخرى من قاعة الخنساء النسائية عن مصادر الطويرقي في كتابة التفاصيل الصغيرة التي تخفى على الرجال خاصة في بعض النصوص التي تناولت الأنثى، ومفردة السيف التي تكررت في نصوص الشاعرة نادية البوشي، التي قالت ردا على بعض المداخلات: القصيدة لا تستطيع التحكم بكتابتها من خلال الجلوس على المكتب، فالنص لدي قد يبدأ بفكرة معينة وينتهي بفكرة أخرى، وذلك يتبع الحالة الوجدانية التي يكون عليها الشاعر، وأضافت: أن صوتها فيه الشجن الذي يناسب محتوى النص ولا يتطلب الصوت معركة حتى يكون فيه صولات وجولات.