رفض العراق عرضين تقدمت بهما طهران وأنقرة لتدريب القوات العراقية، لتكون بديلة عن القوات الأميركية. وقال مسؤول عراقي أمس، طالبا عدم الكشف عن اسمه إن "طهران وأنقرة تقدمتا بعروض لتدريب القوات العراقية، لكننا لم نقبل أيا منهما لحساسية الوضع". وعبر المسؤول عن تقديره لهذه العروض لكنه أوضح أنه "لا يمكن لنا أن نقبل دولة دون أخرى ونحن نفضل أن يكون ملف تدريب القوات خارج إطار دول الجوار". وفي السياق، تتزايد في واشنطن حدة انتقادات الجمهوريين لقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بسحب القوات من العراق. ويقود هذه الحملة عدد من المحافظين والعسكريين السابقين ممن يعتقدون أن التنازل عن إمكانية الإبقاء على قواعد عسكرية في العراق في هذه المرحلة الحساسة هو أمر خاطئ. ويشير أبرز المعارضين وهو الباحث الأميركي في معهد "أميركان إنتربرايز أنستيتيوت" اليميني فريد كيجان إلى أن المرحلة الحالية في الشرق الأوسط تشهد اضطرابات في سورية، واحتمال حدوث تقلبات في إيران ربما خلال الانتخابات البرلمانية في مارس المقبل. وتابع "كان ينبغي أن نظل في العراق لبعض الوقت حتى تهدأ تلك العواصف التي تجتاح المنطقة. والانسحاب على هذا النحو قد يؤدي إلى فراغ كبير في العراق ذاته على نحو يهدد بتوسع الشقة بين مناطقه المختلفة". وتتمحور الانتقادات حول نقاط متعددة منها أن الانسحاب سيضع القوات العراقية في موقف شائك بسبب غياب القوة الأميركية، واحتمال عودة العنف الطائفي. وتزامنا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى بغداد أكدت لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب رفض طهران تسليم بغداد 129 معتقلا عراقيا في إطار تطبيق اتفاق مبرم بين البلدين حول تبادل المعتقلين.