تصاعدت الأحداث في مدينة سيدي بوزيد عقب قيام هيئة الانتخابات العليا بإلغاء فوز ست قوائم تابعة لحزب "العريضة الشعبية من أجل الحرية والعدالة والتنمية" بقيادة الهاشمي الحامدي الذي يتخذ من لندن مقراً له وذلك بتهمة مخالفة القانون الانتخابي. ووقعت اشتباكات دامية حيث أشعل محتجون النار في مكتب رئيس البلدية، مما دفع الشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وأشار شهود عيان إلى قيام نحو ألف شاب بإحراق مقرات المعتمدية والمحكمة ومقر حزب حركة النهضة الإسلامية ومحال تجارية، كما رشقوا رجال الأمن بالحجارة. ورداً على قرار الهيئة أعلن الحامدي سحب قوائمه التي فازت ب19 مقعداً في المجلس الوطني التأسيسي وقال في تصريحات صحفية "أنسحب رسمياً من هذه العملية السياسية بسبب مصادرة أصوات عشرات الآلاف من الناخبين حيث لم يعد هناك أي معنى لمشاركتنا ولن نقدم أي طعون، وأي عضو من العريضة يبقى في المجلس فإنه لا يمثلنا". من جانبه جدَّد زعيم حزب حركة النهضة راشد الغنوشي التزامه بالمواثيق والمعاهدات الدولية، وقال في مؤتمر صحفي عقده أمس "تلتزم الحركة بالمواثيق الموقعة من قبل الدولة التونسية، وإذا كان نظام زين العابدين قد زال فإن الدولة باقية ومستمرة".