تتشكل الآن ملامح مفاجأة انتخابية على الصعيد الجمهوري في الولاياتالمتحدة مع الصعود المتواصل للمرشح الشارد أي الذي لا ينتمي إلى تيارات الحزب الأساسية هيرمان كين. وأظهرت استطلاعات للرأي العام أجريت هذا الأسبوع أن كين يتقدم الآن على المرشح الذي يعد في نظر المراقبين الأكثر حظاً بالفوز بتمثيل الحزب في السباق النهائي ضد باراك أوباما أي حاكم ماستشوستس السابق ميت رومني. وأظهرت الاستطلاعات أن 25 % من الأميركيين الذين ينتمون إلى الحزب الجمهوري ممن حسموا رأيهم سيختارون كين الذي ينتمي إلى الجالية الأفريقية الأميركية مقابل 21 % سيصوتون لرومني لو أجريت التصفيات النهائية للحزب الآن. وحصل نيوت جينجريتش على الموقع الثالث بحصة تبلغ 10% فيما حصل رون بول على 8%. أما ريك بيري الذي وصل في مرحلة سابقة إلى تصدر قائمة الجمهوريين المرشحين للرئاسة فقد جاء في الموقع الخامس ب 6% فقط. وتوج ذلك المسار العام لحاكم تكساس الذي لم يتوقف عن الانخفاض منذ أن خرج إلى دائرة الضوء. وقال محللون للمعركة الانتخابية إن الخصم الأول لبيري هو بيري نفسه وأن المرشح يفقد عدداً من النقاط في كل مرة يتحدث فيها. وكان بيري الذي حظي بتأييد واسع من المحافظين الجدد قد زاد الطين بلة حين قال في برنامج تلفزيوني إنه يقترح تطبيق خطة مالية توحد ضريبة الدخل بالنسبة للأميركيين على وجه العموم عند حدود 20% وبإنهاء أسلوب الضرائب التصاعدية أي التي تزيد عن 20% مع زيادة دخل صاحبها وفق منطق التناسب بين الدخل والضريبة. وسئل بيري عما إذا كان ذلك يمكن أن يزيد من الفوارق بين الأغنياء والفقراء فقال "هذه ليست قضيتي. إنني لا أهتم بذلك". وأدى تصريح بيري لمزيد من تدهور موقفه الانتخابي لاسيما وأنه كثف هجومه على رومني. وقال الجمهوريون إن اللحظة لا تدعو إلى مهاجمة مرشح جمهوري لمرشح جمهوري آخر وإنما لأن يوجه كل منهما نقده إلى أوباما. فضلاً عن ذلك اعتبر دعاة تقليل الفوراق بين الأميركيين تصريحات بيري خدمة مباشرة للأثرياء على حساب أصحاب الدخول المحدودة الذين يمرون الآن بفترة صعبة بسبب الأزمة المالية. بيد أن الاستطلاع لا يشكل انتكاسة كاملة بعد لرومني إذ إن 80 % من الجمهوريين المشاركين قالوا إنهم لم يحسموا موقفهم بعد. ويعد ذلك رقماً غير مسبوق في مسار الحملات الجمهورية من حيث حجمه الكبير نسبياً. إلا أنه يعبر في الوقت نفسه عن عدم تبلور معطيات المعركة على الصعيد الجمهوري حتى الآن.