أظهر استطلاع للرأي العام أجرته مؤسسة راسمونسن الأميركية المتخصصة أن الرئيس باراك أوباما سيحصل على 49% من أصوات الناخبين مقابل 34% للممول الأميركي دونالد ترامب إذا ما أجريت الانتخابات في الوقت الحالي. وكان ترامب قد تفوق على كل المرشحين الجمهوريين المحتملين في استطلاعات الرأي العام التي أجريت لتصفية مرشحي الحزب. فقد أظهر استطلاع آخر للآراء أجري بين الجمهوريين وحدهم أن ترامب حظي بدعم 26% من الأصوات فيما حصل مايكل هاكابي وهو مرشح اليمين الديني المتطرف على 17% وحصل ميت رومني حاكم ماستشوستس الأسبق وهو من كبار مستثمري وول ستريت على 15% وحصل رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت جينجريتش المعروف بمواقفه المحافظة على 11% وحصلت سارة بيلين المرشحة السابقة لشغل موقع نائب الرئيس على 8% ورون بول المحسوب على التيار الانعزالي في الحزب على 5%. وكان ترامب قد ركب موجة المشككين في استحقاق أوباما دستوريا لشغل موقع الرئيس بسبب ما يثارعن مكان ولادته وعن كون والده يحمل الجنسية الكينية. فقد شن المرشح حملة مكثفة على ما وصفه بالتخبط في تحديد جنسية الرئيس وعجز أوباما عن إظهار الأدلة التي تبرهن على استحقاقه الدستوري لأن يصبح رئيسا. ورد أوباما على حملة ترامب بقوله "لقد ولدت في هاواي وليست لي قرون تجعلني كائنا غريبا". ووصف تفوق ترامب على كل المرشحين الجمهوريين الآخرين بأنه مفاجآة لم يحسب لها الديموقراطيون أو الجمهوريون أي حساب. ويوجه ترامب حملاته إلى إدارة أوباما من زوايا مختلفة وقد عرف بتبنيه مقولات مفرطة في غرابتها وخروجها عن المألوف مثل دعوته للاستيلاء على حقول النفط الليبية وترك الليبيين في صراعهم الدموي خارج مناطق النفط. وتبرهن استطلاعات الرأي العام أيضا عن أن مواقف الرئيس أوباما ينتابها ضعف متزايد بسبب سوء الأداء الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وما ينسب إلى الإدارة من عجز عن انتهاج سياسة من شأنها حفز الاقتصاد وتوفير فرص عمل للعاطلين الذين بلغت نسبتهم أرقاما قياسية في الآونة الأخيرة. فقد قال نحو ربع الأميركيين فقط إن أوضاعهم الاقتصادية الآن أفضل مما كانت عليه قبل عامين. وتعد هذه النسبة الأقل في هذه اللحظة من مسارأية انتخابات رئاسية سابقة يخوض فيها الرئيس المعركة للبقاء في الحكم. ويخشى المعلقون على تطورات الساحة الانتخابية الأميركية من أن يدخل ترامب الانتخابات كمرشح مستقل ليصبح عنصرا مفسدا لحسابات السباق على نحو ما كان عليه الحال حين رشح رالف نادر نفسه في سباق 2000 فانتزع حصة من الأصوات من كفة المرشح الديموقراطي آل جور على نحو مكن الرئيس السابق جورج بوش من الفوز بفارق ضئيل.