"ابعدوا عنا ما يخص التعليم والمدرسة"، شعار المعلمين الذين تحولت استراحاتهم الأسبوعية المسائية إلى نواد لمناقشة هموم التربية والتعليم بشكل عام، ومدارسهم بشكل خاص، وما يستجد من قرارات وتعاميم، مما أدى إلى تذمر البعض منهم؛ مطالبين زملاءهم بإبعاد أجواء العمل خلال وقت الاستراحة. وبيَّن المعلم داهم عبدالجبار الوبري أنه يجتمع مع زملائه المعلمين بالمدرسة في استراحة أسبوعية مساءً، يتم خلالها ممارسة بعض الهوايات الرياضية مثل السباحة، وكرة القدم، والطائرة وغيرها، إضافة إلى الاستمتاع بجلسات مسامرة وتبادل أحاديث، و"شبة نار"، خصوصاً مع قدوم موسم الشتاء. وأضاف أن الاجتماع يكون في استراحة محددة طيلة العام الدراسي، وأحياناً يتم بالاجتماع في "البر" أو "المتنزهات البرية"، وغيرها على حسب الأجواء المناخية، ورغبة المعلمين المشاركين. وأضاف أن تلك الاجتماعات تكون في الغالب على مستوى معلمي المدارس يوم الاثنين أو الثلاثاء، وتعرف بمسمى "الإثنينية" أو "الثلوثية"، ويتكفل أحد معلمي المدرسة بجمع المبالغ المالية، وترتيب آلية القهوة والعشاء، وحجز الاستراحة، وإرسال رسائل تذكيرية للزملاء. وعن كيفية قضاء يومهم في استراحاتهم، أوضح المعلم أحمد القاضي أن مشاكل وهموم وقضايا التعليم تقحم نفسها رغم أنوفهم على طاولة الاجتماع، وتأخذ نصيب الأسد من وقت حديثهم، فلا يكاد تخلو جلسة تناول القهوة من طرح هموم التعليم وجديده، أو القرارات والتعاميم الحديثة، وتبادل الحديث حولها، حتى إنها تستغرق وقتاً كبيراً، مما يتسبب في تذمر الكثير من الزملاء المعلمين، فيقولون بصوت عال "ابعدوا عنا ما يخص التعليم والمدرسة، جئنا هنا لنبتعد عن جو العمل، هذا ليس اجتماع عمل"، ومنهم من يشترط في بداية الجلسة قائلاً "اتركونا من المدرسة والطلاب". ولفت القاضي إلى أنه رغم الاتفاق على الابتعاد عن تبادل الأحاديث بعيداً عن التعليم، إلا أنه سرعان ما تعاود الجلسة مسارها للحديث عن "التعليم والمدرسة". ويرى المعلم عوض العمري أن إقحام مثل تلك المواضيع في جلساتهم الخاصة أمر طبيعي؛ نظراً لعدم وجود نواد خاصة بهم كمعلمين، إضافة إلى قلة الفرص للقاء بعضهم البعض خلال اليوم الدراسي، لانشغال كل منهم بالعمل اليومي، مما يجعل وقت الاستراحة فرصة لا إرادية لتناول تلك المواضيع، وإن كان البعض لا يريدها. ويؤكد المعلم عبدالله الشهري أن هناك إيجابيات كثيرة لتناول تلك المعلومات وطرح مثل تلك المواضيع وقت الاستراحة، منها معرفة أحوال ومستويات بعض الطلاب ومشاكلهم وظروفهم الأسرية، إضافة إلى أن النقاش الجماعي الذي يثير حلولاً لكيفية التعامل مع طالب معين من خلال تبادل الخبرات، وتنوع التعاملات بين الزملاء.