دخلت صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ عندما نشر الجانبان بالتزامن قائمة أسماء المعتقلين الذين سيفرج عنهم، بينما شرعت مصلحة السجون الإسرائيلية صباح أمس في تجميع الأسرى في سجني كتسيعوت وهشارون استعداداً للتنفيذ المرتقب يوم غد. وكان لافتاً وجود بعض الأسماء التي تتهمها إسرائيل بأن يدها "ملطخة بدماء الإسرائيليين" مثل عامر أبو سرحان الذي يوصف بأنه "مفجر ثورة السكاكين"، وعبد الهادي غنيم الذي نفَّذ عملية تفجير في حافلة يهودية، ومحمد الشراتحة خاطف الجنديين الإسرائيليين افياسبورتس وايلان، وصولاً إلى الخلية المقدسية المسؤولة عن خطف وقتل الجندي نسيم توليدانو، فضلاً عن المتهمين بخطف وقتل الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان. وبينما انشغل الفلسطينيون في متابعة الأسماء التي شملتها القائمة للتأكد من الإفراج عن ذويهم وأقاربهم، انهمك بعض مسؤولي فتح وحماس في مناكفات سياسية حول الصفقة وجدواها وتوقيتها، وانصبت الانتقادات حول عدم الإفراج عن جميع السجينات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية داخل الصفقة، إلا أن توافقاً كبيراً برز بين الفصائل الفلسطينية كافة على تنظيم استقبال موحد للأسرى. وكان المسؤول الإسرائيلي المفوض بإبرام الصفقة دافيد ميدان أنهى أول من أمس زيارة إلى مصر شارك خلالها في وضع اللمسات النهائية، فيما ترأس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لقاءً بحث خلاله طريقة استقبال جلعاد شاليت والتغطية الإعلامية لهذا الحدَث. من جانبها أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة أمس أنها بدأت إجراءات لتوفير أماكن إقامة لعشرات الأسرى من سكان الضفة الغربية الذين سيتم الإفراج عنهم وسيتم إبعادهم إلى غزة، وقال نائب رئيس الحكومة محمد عوض إن لجنة عليا تبحث حالياً ترتيب أوضاع هؤلاء وتوفير أماكن إقامة لهم. وأكد سعيهم لتوفير أفضل ما يمكن بحيث لا يشعر المحرر عندما يأتي إلى غزة بأي فرق عن حياته بين أهله.