قتل 17 من قوات المجلس الوطني الانتقالي وجرح خمسون آخرون بمعارك مع القوات الموالية للعقيد الفار معمر القذافي في مدينة بني وليد، كما أفاد رئيس غرفة العمليات في المجلس بطرابلس سالم غيث أمس. وأوضح أن "قواتنا انسحبت في وقت متأخر من ليل الأحد من المطار الذي سيطرت عليه، ومن مواقع متقدمة في المدينة كانت قد سيطرت عليها أيضا، لكنه انسحاب تكتيكي". وتابع "تلقينا تعزيزات من طرابلس وجبل نفوسة وسوف نستأنف الهجوم". وكان قائد قوات جبهة جبل نفوسة في المجلس الوطني الانتقالي موسى يونس قال أول من أمس إن قواته سيطرت على مطار بني وليد وتخوض مواجهات عنيفة على بعد كيلومتر واحد من وسط المدينة. وأضاف يونس "نحن في مرحلة تنظيم الصفوف والتنسيق مع ثوار بني وليد في الداخل والجهات الأخرى للاستعداد لهجوم آخر". وتابع "تم نقل الجرحى الذين هم في حالة خطرة إلى طرابلس أما البقية فعولجوا في مستشفيات ميدانية". وذكر نشطاء من بني وليد أن 10% من سكان المدينة فقط لا يزالون بداخلها، وأن "الذين يقاتلون مع الكتائب أتوا من جميع أنحاء ليبيا وهناك مرتزقة من بلدان أخرى". وفي سرت، تبدي قوات النظام الجديد تصميمها على السيطرة سريعا على المدينة المعقل الرئيسي لآخر القوات الموالية للقذافي بعدما سيطرت على الجامعة ومركز واجادوجو للمؤتمرات. وتقدم العشرات من مقاتلي المجلس بدعم من دبابات بسهولة صباح أمس نحو الجنوب مسافة كيلومتر واحد. لكن معارك عنيفة سجلت ظهرا فيما كانت قوات النظام الجديد تتقدم غربا نحو وسط المدينة. وتتقدم القوات منزلا بعد منزل وهي تتعرض لرصاص القناصة، فيما ترد مستخدمة قاذفات صواريخ وأسلحة خفيفة. وقال مقاتل من قوات المجلس "نحن مصممون على السيطرة على سرت"، فيما أكد القائد طارق دريسا أن قواته أصبحت الآن "على مسافة أقل من 1,5 كلم من الساحة المركزية". وفي محيط تلك المنطقة تبدو المنازل مدمرة فيما انتشرت سيارات محروقة أو مخترقة بالرصاص في الشوارع. في غضون ذلك، ذكرت تقارير جزائرية أمس أن القذافي وصل لمرة واحدة إلى الحدود الجزائرية، وكان ذلك بهدف الاطمئنان على دخول أفراد من عائلته إلى الجزائر، حسب ما نقلت صحيفة "الخبر" أمس عن مصادر مطلعة، مضيفة أن القذافي لم يطلب دخول الجزائر إنما اكتفى بالبقاء في مكان بالقرب من الحدود الليبية الجزائرية ينتظر التأكد من موافقة السلطات الجزائرية على دخول أفراد أسرته. وكانت الجزائر أعلنت في 29 أغسطس الماضي أنها سمحت لأفراد من أسرة القذافي بدخول أراضيها، وأنها أخطرت مجلس الأمن بالموضوع إضافة إلى مسؤولين بالمجلس الانتقالي الليبي، أبرزهم محمود جبريل.