أكد المنتخب السويسري أن المباريات تحسم على أرضية الملعب وليس على الورق، وأن الترشيحات لا تعني شيئاً، وذلك عندما سجل أولى المفاجآت المدوية في مونديال جنوب أفريقيا 2010 بإسقاطه نظيره الإسباني بطل أوروبا بالفوز عليه 1/صفر أمس على ملعب "موزيس مابهيدا" في دوربن ضمن الجولة الأولى لمنافسات المجموعة الثامنة. ودخل المنتخب الإسباني العرس الكروي وهو المرشح الأوفر حظاً للفوز باللقب للمرة الأولى بسبب العروض الرائعة التي قدمها قبل انطلاق النسخة ال19، لكن المنتخب السويسري رفض أن يكون ضحية "الماتادور" فحقق المفاجأة وأسقط الإسبان، وذلك بفضل جيلسون هرنانديز الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 52. ووضعت سويسرا بالتالي حداً لمسلسل انتصارات بطل أوروبا عند 12 على التوالي وألحقت به الهزيمة الثانية فقط من أصل مبارياته ال49 الأخيرة، ليصبح رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي في وضع حرج. ونجح المدرب الألماني اوتمار هيستفيلد بالتفوق على نظيره دل بوسكي لأنه عرف كيف يغلق المنافذ على نجوم "الماتادور"، ولعب على الهجمات المرتدة التي أعطت مفعولها المطلوب. وبدأ دل بوسكي اللقاء كما كان متوقعاً بإشراك اندرس انييستا منذ البداية بعد شفائه من الإصابة، فيما بقي فرانسيسك فابريجاس على مقاعد الاحتياط. وتولى دافيد فيا مهام رأس الحربة وحيداً، وقد لقي مهاجم فالنسيا السابق مساندة هجومية من انييستا وتشافي ودافيد سليفا، فيما تولى الثنائي سيرجي بوسكيتس وتشابي الونسو مهام الوسط الدفاعي. وفي الجهة المقابلة، افتقد منتخب سويسرا جهود قائده الكسندر فراي بسبب الإصابة التي تعرض لها قبل النهائيات، ولعب في المقدمة المهاجمان ارين ديريدوك وبلايز انكوفو ومن خلفهما صانع الألعاب ترانكيو بارنيتا. وفرض الإسبان أفضليتهم منذ صافرة البداية وحاصروا لاعبي سويسرا في منطقتهم لكن دون فرص على مرمى حارس فولفسبورج الألماني دييجو بيناجليو وذلك بسبب نجاح الدفاع المحكم الذي طبقه هيستفيلد حيث أغلق منطقته بشكل تام، ما حرم أبطال أوروبا من الوصول إلى المرمى باستثناء محاولة لسيرجيو راموس الذي توغل في الجهة اليسرى قبل أن يسدد الى جانب القائم الأيسر (18). وحاول المنتخب الإسباني أن يجد الحلول بالتسديدات البعيدة فاختبر انييستا حظه لكن بيناجليو لم يجد صعوبة في التعامل مع الموقف (21)، ثم تدخل مجدداً وهذه المرة في وجه جيرار بيكيه الذي تلاعب بالمدافع شتيفان ريختينج قبل أن يسدد من مسافة قريبة جداً لكن حارس فولفسبورج تعملق وأنقذ منتخبه (24). وجاء الرد السويسري وللمرة الأولى منذ صافرة البداية من ركلة حرة نفذها ريتو زيجلر لكن ايكر كاسياس تدخل على دفعتين ليحرم السويسريين من التقدم (28). وتلقى المنتخب السويسري ضربة قاسية بإصابة المدافع فيليب سنديروس ما أضطر هيتسفيلد إلى استبداله في الدقيقة 36 بالمدافع ستيف فون بيرجن. وبقيت النتيجة على حالها حتى اطلق الحكم الإنجليزي هاورد ويب صافرة نهاية الشوط الأول، ثم بدأ الإسبان الشوط الثاني كما كانت الحال في الأول، فحاصروا السويسريين في منطقتهم. وانتقل الخطر سريعاً إلى الجهة المقابلة من هجمة مرتدة سريعة أحدثت معمعة كبيرة داخل المنطقة بعدما فشل كاسياس في قطع الطريق على ديرديوك بالشكل المناسب فسقطت الكرة أمام جيلسون فرنانديز الذي أودعها الشباك الخالية (52). وحاول أبطال أوروبا العويض سريعاً، وحصل توريس على فرصة ذهبية لاطلاق المباراة من نقطة الصفر عندما وصلته الكرة عندما مشارف المنطقة بتمريرة من فيا لكنه فضل أن يتلاعب بالمدافع عوضاً عن التوجه مباشرة إلى المرمى والانفراد بالحارس، فضيع الفرصة بعدما سدد الكرة إلى جانب القائم الأيسر (70). وواصل الإسبان اندفاعهم التام وهددوا مرمى بيناجليو مجدداً وهذه المرمى بكرة صاروخية أطلقها تشابي الونسو لكن الحظ عانده بعدما ارتدت محاولته من العارضة (73). ثم لعب الحظ دوره أيضاً في حرمان السويسريين من فرصة إطلاق رصاصة الرحمة على أبطال أوروبا بعدما تلاعب درديوك ببويول وبيكيه قبل أن يسدد الكرة في القائم الأيسر (75). وتفاقمت الأمور على الإسبان بتعرض انييستا للإصابة مجدداً ما اضطر دل بوسكي إلى إخراجه وإدخال زميله الشاب بدرو رودريجيز (77)، ثم بقيت النتيجة على حالها رغم الضغط الإسباني الكبير، ليخرج السويسري فائزا ومسطرا أكبر مفاجأة في النسخة الحالية حتى الآن.