اشترت المكتبة الملكية في الدنمارك أغرب رسائل قديمة كتبت على ورق التواليت في أحد سجون الدنمارك، وتعود ملكيتها لكاتبها الفرنسي فارلويس فريناديد الذي حكم عليه بالسجن 18 شهراً بعد الحرب العالمية الثانية في سجن دنماركي؛ بسبب كتاباته ضد الجالية اليهودية وحقده عليها، واقتراحاته قبل الحرب بتحالف فرنسي – ألماني، ولكنه فر قبل نهاية الحرب مع زوجته وقطته إلى الدنمارك من خلال ألمانيا. ولأن المكتبة الملكية تعتبر أن تلك الرسائل المكتوبة بخط يد الكاتب الفرنسي التي عرضت في مزاد علني في فرنسا الأسبوع الماضي جزء من تاريخها؛ حيث إن الدنمارك حافظت على حياته بعد صدور نداءات بالحكم عليه بالموت في فرنسا للخيانة العظمى، ولكن الدنمارك رأت أن يسجن 18 شهراً، ومنعته من السفر خارجها إلى عام 1951 ؛ حيث عاد إلى موطنه فرنسا وتوفي عام 1961. وقررت فرنسا الاحتفال بعيد وفاته الخمسين إلا أن وزير الثقافة وقبل ساعات من الاحتفال منع إصدار كتابه "السفر إلى نهاية الليالي" الذي كتبه عام 1932 عن كراهيته لليهود والمطالبة بقتلهم أثناء الاحتلال النازي لفرنسا، ولم يحتفل بالأعياد الوطنية لفرنسا وكان معروفاً عنه نزعته النازية. وقال وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران إنه لم يمنع الكتاب بضغط من أحد أو جمعية أو دولة لتغيير رأيه في اللحظات الأخيرة، وإنه منع لأنه قرأه طيلة الليل ولم ير فيه غير الحقد الأعمى على الجالية اليهودية والمطالبة بتصفيتها رغم أنه كان كاتباً رائعاً. مات الكاتب ولم يتراجع عن رأيه في اليهود ما أثار أزمات عديدة في فرنسا في حياته، منها زوبعة فبراير العام الماضي في فرنسا حول المبادئ والتسامح والضمير، وما بين السكوت عنها وفضحها في الإعلام الفرنسي من طرف الإعلام اليهودي؛ الذي كان يشكك دائماً في نية فرنسا معاقبة الكاتب حتى بعد موته.