تمكنت شركة أرامكو السعودية العام الماضي من استكمال أكبر برنامج استثمار رأسمالي في تاريخها بقيمة 375 مليار ريال (100 مليار دولار) وهو ما ساعدها على التوسع في إنتاج مستدام ومنتظم من النفط قدره 12 مليون برميل يومياً وساعدها على زيادة قدرتها التكريرية ودخولها في مجال البتروكيماويات واستكمال توسعاتها الخارجية. وتبلغ طاقة المملكة الإنتاجية من النفط حالياً 12.5 مليون برميل يومياً وهو ما يشكل 15 من إجمالي الطلب العالمي إلا أن الشركة أوضحت في تقريرها السنوي لعام 2009 والذي نشرته على موقعها أمس أنها أنتجت 7.9 ملايين برميل من النفط يومياً خلال العام الماضي، شكل الزيت العربي الخفيف 83% منه. وأضافت أن الطلب على النفط العالمي انخفض العامين الماضيين في الوقت الذي اقتربت فيه أرامكو من إنهاء برنامجها للاستثمار الرأسمالي وهو ما تسبب في وجود فوائض في سعة إنتاجها من النفط بلغت 4 ملايين برميل. وقالت أرامكو إن الفائض مكلف جداً بالنسبة للشركة ولكنها ستحافظ عليه حتى تتمكن من إمداد السوق العالمي به في حالة احتياجه إليه. ولعل أحد أهم إنجازات الشركة العام الماضي هو دخولها في شراكة مع شركة "شوا شل" اليابانية للطاقة الشمسية لإنتاج وحدات طاقة شمسية تنتج ما بين 1 إلى 2 ميجا واط. وقالت أرامكو إنه إذا أثبت المشروع التجريبي للطاقة الشمسية نجاحه فإنها ستؤسس شركة للمشروع في عام 2012 وستقوم ببناء مصانع لإنتاج هذه الوحدات الشمسية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. وأكدت أنها تمكنت من رفع مخزوناتها من النفط والغاز في العام الماضي بفضل إعادة تقييم لدراستها الهندسية والجيوليوجية إضافة إلى تطوير اساليب الحفر والتنقيب لديها. وارتفعت احتياطات الشركة من النفط الخام إلى 260 مليار برميل حتى نهاية العام الماضي فيما ارتفع إجمالي احتياطاتها من الغاز بأنواعه إلى 275.2 تريليون قدم مكعبة. وأوضحت أنها تنوي زيادة إنتاج ومعالجة الغاز الذي تنتجه بنسبة 40% خلال السنوات الأربع المقبلة لتصل إلى 4.5 مليارات قدم مكعبة قياسية يومياً في عام 2014. وذكرت أن محطة معالجة الغاز في حقل الخرسانية النفطي الذي ينتج 500 ألف برميل يوميا ستبدأ التشغيل الكامل في يونيو هذا العام. وتستطيع المحطة معالجة نحو مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز الخام عالي الكبريت من حقول "أبو حدرية" و"الفضلي" و"الخرسانية" بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 560 مليون قدم مكعبة يوميا. وتوجد بالمحطة وحدتان لمعالجة سوائل الغاز الطبيعي وستعالج المحطة أيضا الغاز من حقل كران البحري. وستنتج المحطة 280 ألف برميل يوميا من الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي.