شدد مثقفون على أهمية غرس الروح الوطنية في النشء، ونوه منتدون في نادي جازان الأدبي مساء أول من أمس بمشروع أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل لتعزيز وترسيخ مفهوم الوطنية وإنشائه كرسي الوسطية والاعتدال السعودي بجامعة الملك عبدالعزيز. وابتدأ الدكتور علي الشعبي الندوة بمشاركة الدكتور علي النجعي والدكتور أحمد النهاري والدكتورة عائشة الشماخي احتفاء بذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية بقوله: إن عدم القدرة على توفير الحماية الاجتماعية والنفسية التي تؤثر في الانتماء الوطني تخلق عند المواطن اضطرابات نفسية تؤثر في صحته وأن وجود أكثر من طرف في عملية الانتماء يتطلب تنظيما لهذه العلاقة لتحقيق حقوق ووظائف كل طرف. وقال الشعبي نحن نتحدث عن المواطنة إنشائيا ويجب علينا أن نفكر في كتاباتنا وأن تكون بطريقة أخرى, والوطنية فارغة إذا لم تكن هناك ممارسات فعلية, وليست الوطنية عبثا بالممتلكات وفوضى وتعطيلا لمصالح الناس في يوم الاحتفاء باليوم الوطني فهذه سلوكيات مرفوضة ولا تمت للمواطنة بصلة. فمشروع الأمير خالد الفيصل لتعزيز الانتماء للوطن أحدث نقلة في مفهوم المواطنة والوطنية فالأمير خالد قدم جهدا كبيرا ماديا ومعنويا لهذا المشروع وكان ذلك في عام 1422 ومنه المنهج الخفي واحترام العلم وارفع رأسك أنت سعودي وغير هذا المشروع كثيرا من المفاهيم الخاطئة لدى الناس ومنها عندما كان البعض يعتبر السلام الملكي وتحية العلم في كثير من المدارس حراما. وعندما عين الأمير خالد أميرا لمنطقة مكةالمكرمة تولت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة المشروع عبر كرسي الاعتدال الفكري والوسطية, بدوره أكد الدكتور علي النجعي أن الإعلام كان بالنسبة للملك عبدالعزيز القوة الثالثة فقد استثمر الجانب الإعلامي في كثير من شؤونه و انتهج لغة الحوار وسماع وجهات نظر الناس والرد عليهم وإقناعهم، وكانت الإذاعة هي العمود الفقري للدولة لإذاعة القرارات الملكية والبيانات, و كانت تعمل على إذاعة برامج وطنية بمناسبة اليوم الوطني للمملكة, كما أن التلفزيون ساهم مع الإذاعة وكان يعرض برامج وطنية. أما الدكتور أحمد النهاري فتناول بناء الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء مشيرا إلى أن التعليم قادر على زيادة الانتماء والولاء ويسهم في تجذير الوطنية لدى أفراد المجتمع وتلعب الجامعات دورا كبيرا في ذلك، والمدرسة هي المؤسسة الأولى في تنمية الوطنية وغرسها لدى الناشئة فالمعلم بالمدرسة وعضو هيئة التدريس بالجامعة عنصران مهمان في تشكيل الطلبة. وبينت الدكتورة عائشة الشماخي أن الأسرة لها دور كبير ومسؤولية عظيمة في تنشئة الأبناء وأثر ذلك عليهم سلباً أو إيجابا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه...)), والأم هي نواة الأسرة في المرتبة الأولى للأخلاق، والمجتمع بحاجة إلى أن تكون الأمهات منابع صافية لتربية الأبناء وتنمية عقولهم بالوعي , وتروضهم على الخير والصلاح. وتابعت: يجب أن يغرس الآباء في نفوس الأبناء حب الوطن والانتماء له بالولاء والبذل والعطاء والإنتاج, والحفاظ على ممتلكاته ومنشآته والسير به إلى مصاف البلدان المتقدمة لأن بلدنا العزيز على نفوسنا أعطانا كثيرا, فإذا كانت الأسرة تعي هذا الأمر فسوف نخرج جيلاً متيقناً منتمياً لقيادة وطنه حباً وولاءً محباً لهذا الوطن مدافعاً عنه بكل غال ونفيس لأنه نشأ على ذلك, وإذا كان على غير ذلك فستكون النتيجة عكسية.