غاب الشباب والفتيات عن ندوة "استثمار طاقات الشباب" آخر فعاليات البرنامج الثقافي لسوق عكاظ، مما أثار استياء سليمان الزايدي أحد المشاركين في الندوة التي بدأها بالإفصاح عن معاتبته المنظمين لعدم دعوتهم للشباب قائلا "نحن في ندوة استثمار طاقات الشباب، وبقدر ما أنا سعيد إلا أني حزين لأني لا أجد الشباب في هذا المكان، فهل قصر المنظمون في دعوتهم، أم أن التقصير من الشباب أنفسهم؟ وإن كانت تلك أو هذه فلا شك أنها معضلة" وأضاف "معضلة أن يتحدث الإنسان إلى نفسه أو لمن هم في سنه عن الشباب ونحن المتهمون بأننا نفكر عن الشباب ونعمل نيابة عنهم ونهمش فكرهم من خلال ممارساتنا". وقال الزايدي في الندوة التي ضمت إلى جانبه الدكتور عادل باناعمة "الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل والجميع يعمل للشباب والأمة كلها تؤسس للجيل، وطالما أننا نؤسس للجيل ونحن لا نستمع للجيل، بل بيننا وبين الجيل قرن من التفكير، فنعتقد أن علينا أن نراجع كل أدواتنا وأن نشرك الشباب في صنع المستقبل" وأضاف "هذا خطر على مستقبل الوطن والشباب أنفسهم ومستقبل الأمة، وبين أنه لا بد أن نفكر فيما يسمى بالتمكين، وقال إن هناك جهودا عالمية وعربية ومحلية لاستثمار طاقات الشباب. وبين أن الاستثمار الحقيقي ليس في الحجر وإنما في الشباب، حيث يمثل 61% من سكان المملكة فئة الشباب، لافتا إلى أن الجهات المعنية كوزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة التعليم العالي ووزارة الشؤون الاجتماعية لديها خطط للشباب، ولكن لا يوجد تنسيق مفيد بين هذه الجهات. وتناول عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة الدكتور عادل باناعمة عنصر كيفية استثمار طاقات الشباب، ذاكرا أن الخطاب لايوجه لجهة واحدة، بل لثلاث جهات، فهناك خطاب الشباب أنفسهم وخطاب المجتمع وخطاب الدولة، مشيرا إلى أن المجتمع ينبغي أن يفهم الشباب بما هو عليه وأن يستثمر طاقاتهم، لا أن ينظر إليه نظرة سلبية وأن يكون واقعيا في نظرته لهم مع ثقة متبادلة بين الطرفين وتنويع الفرص في الاستثمار لطاقات الشباب. إلى ذلك تحدث المدون يوسف الوافي، وهو مهندس كهربائي، في ندوة بعنوان "خطابنا الأدبي في عصر المعلوماتية" شاركه فيها الدكتور أحمد المورعي والدكتور صالح الزهراني، تحدث عن تواصل الشباب في الإعلام الجديد ونظرتهم له، وتطرق للتحولات التي طرأت على الإعلام منذ القرون الوسطى والاختراعات التي ساهمت في إيجاد الإعلام وتطوره، مشيرا إلى أن الإعلام التقليدي استطاع أن يعيد مصطلح "السلطة الرابعة" في زمن من الأزمان إلا أن الشبكة العنكبوتية جعلت من تلك الوسائل – الصحافة الورقية والمذياع والتلفزيون – إعلاما تقليديا. وبين أن السعوديين الذين دخلوا عالم الشبكة العنكبوتية في نهاية الألفية الثانية دخلوا لعالم مجهول وقد دفعهم إليه الفضول في بداية الأمر، لكنهم استطاعوا أن يحضروا في المنتديات والمدونات بقوة حتى إن المملكة حصلت على المركز الثاني في التدوين بين الدول العربية . وتطرق الوافي إلى المشكلات التي كانت تواجه الشباب في إيصال ما يكتبون إلى الإعلام التقليدي لكن الإعلام الجديد الذي لا يعترف بالنخبوية فتح لكل من يمتلك الأدوات الباب على مصراعيه. وأبدى تخوفه من سيطرة الأفكار الشابة على الخطاب الأدبي دون أن يكون للنخبة حضور، مطالبا بالاندماج. وقال "نريد من النخبة أن يسندونا بيد ويصححوا أخطاءنا باليد الأخرى". أما الدكتور صالح الزهراني فذكر أن الخطاب الأدبي في عصر المعلوماتية لا يمكن التعامل معه بمعزل، مشيرا إلى أن السلطة في القرن الواحد والعشرين لمن يملك المعلومة، والعالم العربي يعيش خارج المنظومة. وكشف الزهراني أن المملكة وفقا للإحصائيات هي الأسرع إنفاقا على تقنية المعلومات، وهذا مؤشر إيجابي ولكن المسافة بينها وبين بعض الدول لا تزال كبيرة. وأشاد الزهراني بارتفاع سقف الحرية، وهذا بصيص أمل على حد قوله، والحضور المشرف لبعض أبناء الوطن، مطالبا بالدعم لكون المبدع لا يزال يعتمد على نفسه وخطابنا اليوم يصدر إلينا من الخارج في ظل غياب دعم وزارة الثقافة والإعلام للمثقف السعودي.