دخل الثوار الليبيون مدينة سرت، مسقط رأس الرئيس الهارب معمر القذافي، من محورين واقتربوا من حسم المعركة مع الموالين للعقيد بعدما باتوا على مسافة مئات الأمتار من قلب المدينة، كما صدوا في الوقت نفسه هجوما على مدينة غدامس على الحدود مع الجزائر. وكان الثوار القادمون من مصراتة ومدن أخرى في شرق ليبيا وغربها قد سيطروا في وقت سابق على البوابة الشرقية لسرت، التي يقولون إن واحدا على الأقل من أبناء القذافي المعتصم، يقود المقاتلين الموالين لوالده فيها. والاختراق، الذي حققه الثوار في سرت هو الأكبر منذ أسبوع حيث تمكنوا من تقريب خط الجبهة خمسة كيلومترات باتجاه وسط المدينة، انطلاقا من مواقعهم السابقة. وأوضح نشطاء أن هناك انتشارا كثيفا للقناصة الذين يستخدمون الأسلحة الليزرية والكاتمة للصوت فوق المباني داخل سرت وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام الثوار. وأفاد أستاذ جامعي محاضر في علوم الكمبيوتر، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "هناك أفارقة مرتزقة يتجولون في المدينة، ويطلقون النار باتجاه المنازل في المنطقة الأولى"، غرب سرت. كما قال إنه شاهد معتصم مرتين خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وبينهما مرة في مركز قيادة داخل مستشفى سرت. وفي السياق، صد الثوار هجوما للموالين للقذافي ومجموعات من الطوارق أمس على مدينة غدامس (600 كلم جنوب غرب طرابلس)، ما أدى إلى مقتل خمسة على الأقل وإصابة أكثر من 30 آخرين، وفقا لنائب رئيس المجلس المحلي لغدامس المهندس سراج الدين. إلى ذلك، أعلن حلف شمال الأطلسي أمس أن طائراته دمرت 39 موقعا عسكريا تابعا لكتائب القذافي في سرت وضواحيها أول من أمس. وأضاف في بيان من بروكسل أن طائراته نفذت 34 طلعة تركزت على مواقع لكتائب القذافي بسرت، وتمكنت من تدمير29 آلية مسلحة، ومركزي قيادة وتحكم، وثلاثة مخازن للسلاح وسبعة مخابئ وتسهيلات للرادار وموقع لإطلاق النار ومركز لتجميع الآليات العسكرية. وأوضح أنه نفذ حتى الآن 8899 طلعة قتالية منذ بداية عملية الحامي الموحد في مارس الماضي بتكليف من الأممالمتحدة ولحماية المدنيين.